الذى تَجَاسَر فاخترق الحواجز المصنوعة وقتذاك فنادى بتعليم المرأة, ثمّ أرسى للمرأة تعليما نظامياً ووضعها على قضبان النهضة فأجبر المجتمع ليأذن لقطارها بالإنطلاق, هذا الرائد يستحق منّا الإنحناة, إنحناءة التقدير... لذلك نسأل لروح الشيخ بابكر بدرى الرحمة فى هذا اليوم... ونتمدّد فنقدّم العرفان لأحفاده ومؤسّسته التعليميّة! كل الرموز النسويّة التى اختارت الطريق الصعبة والريادة الشاقة لبعث المرأة لتكون طاقة فى مشروع وقيمة مضافة, يستحققن ذات الإنحناءة... لذلك أوّل من نبعث لهنّ فى هذا اليوم الإقرار بدورهنّ الريادى هنّ الفاطِمات والسُعادات والنّفيسات! وكل إنشادٍ ردّده الكورال وراء الفنّان فأعلى صوت المرأة ورسم صورة المرأة الإنسان وترك وراءه المرأة الأنثى فحبّب إلينا محاورة عقلها ووعيها وهامتها المرفوعة, يستحق منّا التحيّة... لذلك فأوّل الفنانين الذين نحيّيهم فى هذا اليوم هو عبدالكريم الكابلى الذى لو اكتفى بنشيده (فتاة اليوم والغد) لأغنته عن الغناء لزينة المرأة التى أعجبته وملاحقة السُكّر التى نثرته, بل لأعفته من أن ينفّذ وصيّة من أوصوه بأن يحب لسابع جار وأن يبدأ بأوّل جار! وعلى هذه الخُطَى سارت المرأة حتى بلغت نقطة أن تكون هى الأكثر تفوقّا فى شهادة الثانويات والأكثر إنتشاراً بالكليّات المرموقة وأكثرهنّ دأباً للحصول على شهادات الدرسات العليا, والمتخصّصة فى العلوم الطبيّة والهندسيّة والعلوم الإداريّة والعلوم الحسابيّة والمحاسبيّة والحاسوبيّة! وقفزت المرأة السودانيّة من نجاح إلى نجاح حتى غطّت أشعة الشمس التى تسطع على سقف الأجهزة التنفيذيّة فظهرت الإشارات بأنّ السودان ربما يستقبل قريباً دولة المرأة والسيادة الوطنيّة لحكومة النساء! واستجابة للحقائق الماثلة على الأرض صار من ملامح الانتخابات القادمة وضعاً استثنائيّاً هى بلوغ قوّة المرأة ربع مقاعد الكتلة التشريعيّة... وهو إنجاز تَحصّل عليه السودان ولم يبلغه أحد فى مجالس العالم التشريعيّة كلها لكنْ عجزت مُجْرَيات السياسة السودانيّة عن التسويق إليه فى نادى المرأة العالمى! سعيد بأنّنى بعد اسابيع سأدلى بصوتى فى الإنتخابات (لتدشين) وتزيين رُبْع الهيئة القوميّة التشريعيّة والمجالس التشريعيّة بالمرأة... سأردد وأنا أضع صوتى للمرأة فى الصندوق الإنتخابى: انّه (صوتى) أنا!!