سجلت «آخر لحظة» زيارة إلى منطقة حلة كوكو بشرق النيل، وجلست إلى بعض أهالي المنطقة تقلب معهم صفحات كتاب التاريخ، وخرجت بالكثير المثير.. فمعاً نقرأ سطور التاريخ مع أهالي حلة كوكو.. بداية جلسنا مع عدد من الأشخاص بالمنطقة وكان أكبرهم سناً جدنا الحاج عبد الله محمد عمر سعيد المشهور ب(الحادو)، الذي تحدث بإسهاب عن الاسم الحقيقي لحلة كوكو وذكر أنه لقب لرجل هو الولد الوحيد بين أخواته الإناث الثمانية، والذي عاش وسمي كوكو إيماناً من أبوية بأن مثل هذه الأسماء الغريبة تبقي على الولد حياً، واسمه الحقيقي هو محمد أحمد عبد القادر، جده الشيخ الصادق راجل المنورة يرجع إلى الركابية الشيخ الطيب. وكانت المنطقة في السابق عبارة عن منازل متفرقة يفصل بينها وبين النيل الأزرق جنينة الشريف الهندي، التي تزرع فيها أنواع من الفاكهة والخضروات ويعتبر العمل بالكمائن والزراعة من الحرف الرئيسية لأهل المنطقة. بمرور الوقت بدأت المنطقة في الازدهار، فأنشئ أول مسجد عام 1936 على يد الشيخ أحمد حسن يس «المريومابي»، ثم فتح الحاج أحمد عمر سعيد دكاناً صغيراً تباع فيه كل الاحتياجات اليومية من سكر وشاي ودقيق وزيت.. إلخ، ومرفق بالدكان ترزي لخياطة الملابس النسائية والرجالية معا، -ثم أنشئت أول طاحونة سنة 1945 على يد شيخ إدريس عمر سعيد 1956 بنات وبنين للمرحلة الأولية «أساس»، وكذلك أول طلمبة بنزين 1959 على يد شيخ المنطقة حاج ميرغني عمر سعيد، وهو أحد أحفاد «كوكو»، كما يوجد بها فرن «مخبز للعيش البلدي» لصاحبه الحاج برعي، كما أسست أول نقطة بوليس في أواخر الخمسينيات على يد حاج ميرغني عمر سعيد. ومن ثم بدأت المنطقة في اتساع الرقعة السكانية وقسمت إلى مربعات. وفي منتصف السبعينيات ازدهرت التجارة مما أدى إلى انتشار البنوك في المنطقة حتى بلغت أحد عشر بنكاً ثم تقصلت حالياً إلى ثلاثة بنوك. يعتبر سوق الخضار والفاكهة والخردوات بحلة كوكو من أكبر الأسواق في منطقة شرق النيل، ويقصده كل سكان المناطق النائية «بشرق النيل» لأخذ احتياجاتهم نسبة لانخفاض الأسعار فيها. ولا يفوتنا أن نذكر الورش الكثيرة في المنطقة التي تقدم بضاعة صناديق اللواري والأبواب والشبابيك الفخيمة، وكذلك صناعة الألمونيوم التي ازدهرت في المنطقة وأصبحت سلعة ذات رواج في كل العاصمة. كما انتشرت في المنطقة المغالق حتى تواكب العمران، وأيضاً بها جامعة السودان- قسم الطب البيطري، كما يوجد بالمنطقة أكبر معمل لصناعة الألبان ومنتجاته، ومعارض الأثاثات والديكور وبها منتزه يعتبر من أكبر المنتزهات الترفيهية «منتزه القنطرة»، وأيضاً حديقة للحيوان وبها عدد من طلمبات البنزين والمكتبات.