أكد وزير الزراعة والغابات د. عبد الحليم إسماعيل المتعافي أن سياسته واستراتيجية الوزارة التنموية تقوم على الاهتمام بالموارد الطبيعية عامة والمتجددة خاصة، والغابات على الأخص.. وقال المتعافي خلال مخاطبته أمس مؤتمر الغابات العام السنوي رقم 16 الذي نظمته الهيئة القومية للغابات، إن الاهتمام بالموارد يأتي إدراكاً بأن أي خلل يصيب الغابات يؤثر سلباً على الحياة ويهدد مواردها كما يؤثر على بقية الموارد الطبيعية الأخرى من تربة ومياه ومناخ وزراعة ومراعٍ، وأكد المتعافي حرصه على حماية البيئة في مشاريع التنمية على التنسيق المحكم بين قطاع الغابات وكافة القطاعات الأخرى العاملة على التنمية والتعمير، وأبان المتعافي أن الغابات متنوعة المنافع البيئية والاقتصادية والاجتماعية، مشيراً الى أن الغابات حظيت بالاهتمام من أعلى السلطات في الدولة حيث ارتفعت نسبة حجز الغابات بحوالي 9.5 مليون فدان كدفعة واحدة، موضحاً أن العشرين عاماً الماضية شهدت إنشاء الصندوق القومي للحجز وصدور القرار الخاص بغرس أو تخصيص نسبة 5%كأحزمة شجرية في المشاريع المروية، ونسبة 10%في المشاريع المطرية، مشيراً الى أن الجهود المتصلة لإصلاح حال قطاع الصمغ العربي بإقرار سياسات تحرير تجارته أظهرت تباشير صحتها ونجاحها مما أحدث طفرة في الإنتاج قفزت في الموسم الحالي الى 50 ألف طن، كما ارتفعت عائداته الى ما يزيد عن 73 مليون دولار للعام المنصرم. وفي ذات السياق أشار الى بداية تدفق العون الأجنبي على السودان في مجال الغابات، حيث مشروع ترقية إنتاج وتسويق الصمغ العربي الذي يموله البنك الدولي وهيئة التنمية الزراعية بالأمم المتحدة (الإيقاد)، وأكد المتعافي السعي المتواصل لمواكبة متطلبات المرحلة، مشيراً لاتخاذ كافة التدابير التي من شأنها حماية هذا القطاع بهدف إسهامه الفاعل في دعم اقتصاد البلاد واستدامة التنمية.من جانبه أوضح المدير العام للهيئة القومية للغابات د. عبد العظيم ميرغني أن المؤتمر يهدف لتقييم أداء الهيئة القومية للغابات للعام الذي سبق الى جانب التفاكر والتشارو في شؤون الغابات واستعراض حالتها العامة والوقوف على التطورات الجارية والمشاركة فيها وحولها، ولمراجعة أداء الهيئة القومية للغابات والاطمئنان على سير العمل فيها وفق الاستراتيجية القومية للخطط والبرامج المقررة، وأوضح د. عبد العظيم أن المساحات المحجوزة للغابات قفزت خلال العقدين من أقل من 3 ملايين فدان الى ما يناهز الثلاثين مليون فدان، أي عشرة أضعاف ما كان عليه الحجز عند إنشاء الهيئة العام 1989م، وأضاف أن المساحة المشجرة سنوياً قفزت الى 200 ألف فدان، أي تضاعفت معدلات التشجير 20 ضعفاً. وأشار الى أن الهيئة أجرت أوسع عمليتي مسح غابي شهدتها أفريقيا جنوب الصحراء خلال الخمسة أعوام امتدت من العام 1993- 1998م، موضحاً أن المسح الأول بهدف لتحديد استهلاك البلاد من منتجات الغابات، كما أن المسح الثاني يهدف لحصد مخزونها الخشبي، مشيراً الى أن نتيجة المسحين أوضحت أن معدل استهلاكنا للغابات يفوق معدل تجددها الطبيعي حيث تبع ذلك صدور حزمة سياسات حماية الغابات، تبعه إعلان رئيس الجمهورية لإعلان العام 2001م، عاماً لوقف تدهور الغطاء الشجري.