كثير من الناس يصنعون لنا أجمل الأشياء ونجهل ما يقدمونه لنا، وكانت لنا وقفة مع جدنا كبير الحواتة (الصيادين) الحاج عبد الرحيم عبد القادر حمد وهو في العقد الثامن، قسماته تنم عن رضا تام بمهنته. بدأ بالرتحيب بنا واستهل بالثناء والحمد لله والصلاة على الحبيب المصطفى «ص».. وقال إنه بدأ ممارسة الحرفة وعمره لم يتجاوز العقد الثاني وكانت البداية بالسنارة من الكتان، ثم تطورت إلى الشبكة بشكلها الحالي. شرد بذهنه يعيداً ليتذكر فترة حياة صباه وكيف أنه يهوى هذه الحرفة التي تجري في دمه مجرى الدم في العروق. ويقول الحاج عبد الرحيم: لم يكن في الماضي «الستينيات» إقبال على شراء السمك، وكانت كل الكمية التي نصطادها للاستهلاك الشخصي أو للمقايضة ببعض السلع الأخرى التي تغني حاجة الناس البسطاء، وعدد المراكب لم يكن يتجاوز 24 مركباً في الخرطوم.. كما نجد أن الإقبال على شراء السمك يزيد في فصل الصيف ويقل في فترة الشتاء، أما في فصل الخريف فتلعب الرياح دوراً في غرق المركب، والصياد الماهر هو الذي ينجو بنفسه من حوادث الغرق.. ويضيف العم عبد الرحيم أنه وجدوا إنساناً معرضاً لخطر الغرق في النيل يحاولون إنقاذه، ولكنهم يبتعدون عن الحوادث التي تعرضهم للمسؤولية.. ويقول: كثير من الناس لا يعرف أسماء الأسماك المتعددة والتي منها: (العِجل- البيّاض- الكيدوس- الخرشة- القرقور- خشم البنات- الشلباية- النوق- البلطي... إلخ). وأيضاً هناك تجار جملة في تجارة الأسماك وأشهرهم محمد زقزوق وعقبة.. ومن أشهر محلات السمك قديماً السوق المركزي الخرطوم ومحلات عواطف وعم عبد الرحيم من أبناء الجريف.. ومن أشهر المحلات حديثاً عوضية للأسماك بأمدرمان ومحلات البربري بالخرطوم.. وسألناه عن موارد السمك فقال إنه من بحر أبيض والنيل الأزرق وخاصة جبل أولياء والدمازين وإن أسعار السمك تكون بحسب الوفرة والندرة.. وختمنا لقاءنا بأن سألناه ما أخذه منه هذا المجال وما أعطاه؟ فقال إن البحر لم يأخذ منه شيئاً بل أعطاه الكثير الكثير، علماً بأنني مارست العمل في مجال صيد الأسماك منذ أن كان عمري أحد عشر عاماً.