اركض وحيدا مثل الشبح الكاريكاتوري الهارب من الظلال ، ابحث عن ربابة لعزف تقاسيم الحزن ، العبد لله جرب طعم الأحزان بكافة النكهات بالفراولة والبرتقال واليوسفي ، وشرب غصة الدمع ورسم على خارطة عمره بكائيات الأطلال الماحقة ، لكن أحاول الخروج من شرنقة الحزن وأطرح سؤالا من خط الستة ، سؤال يؤرق العرب من البحر إلى البحر ، من سيغني على الربابة أقصد من سيكسب بطاقة التأهل العربية اليتيمة إلى مونديال جنوب أفريقيا ، مصر المحروسة ، أم اسود الأطلسي ، هل سوف تغني مصر يا بلح زغلول أم ان الجزائريين سوف يوزعون حبات التمر الشهير لديهم ( دقلة نور ) ، بصراحة رغم أنني لست شاطرا في كرة القدم وبليد من طراز أول في حسابات المجنونة لكنني أتمناها معركة مشرفة في تضاريس السودان باعتباره مضيفاً للأشقاء وأرجو ان يكون الجمهور السوداني على قدر المسؤولية ، فاختيار السودان لحسم بطاقة التأهل تعني الكثير وكل شيء محسوب وليست المسائل عبثية ، فإذا ا تأهلت مصر فنجاحها محسوب للعرب كافة وإذا تأهلت الجزائر فهي كذلك ، إذن مسألة الشحن النفسي والشرر المتطاير من العيون ليست لها داعي ، علينا أن ننسى حكاية المعركة العربية الفاصلة للمونديال ونتفرغ لمشاكلنا المتلتلة ، بصراحة لست مخولا بمصادرة المشاعر ايا كانت تميل إلى تشجيع أحبتنا في مصر أو تميل إلى دعم الجزائر ، لكن دعونا نركض في دهليز المجهول ، نعم المجهول الذي يعدنا دائما بالفوز والفرح ولكن الافراح يتبدد مثل رياح الخماسين في ليلة ماحقة ، أذكر في ذلك المساء كانت الريح تتسيد الموقف ، وحدها تبكي في الفضاءات ما يجعلني اشعر بالكتمة وفي مثل هكذا طقس متنيل بمليون ستين نيله اهرب مثل دابة إلى بياتها الشتوي وأبحث عن أشيائي القديمة ، اضحك مثل المهبول حينما أتذكر إنني كنت طفلا ناحلا اركض في لسان ممتد بين النخل والنيل ، أستعيد أيامي في لعبة الدافوري في المدرسة والميدان الفسيح في غربي الحلة ، الآن يا سادة بعد ان سقطت الكثير من فواتير العمر الجميل ، أحاول استعادة وهج تلك الايام فتخذلني ذاكرتي الغربال ، للأسف الكثيرون يعتقدون ان العبد لله كوميدنان من العيار الثقيل ، لكنني في واقع الأمر لست ذلك الرجل وانما زول يختزن الحزن من الوريد إلى الوريد ، ابحث دائما عن نهر اغتسل فيه من أحزاني ومن خطايا العمر ، كلنا نحمل في دفاتر أيامنا خطايا متلتلة ، لكن لا يوجد نهر لغسل الخطايا ، سوى نهر السراب ، سراب تفضفض فيه الريح لأشجار باهتة تتكئ على خاصرة الليل ، فما أجمل الدمع حينما يكون صادقا كصفاء سحابة لم تلوثها رياح الحياة المعلبة ، على فكرة أقول من خط الستة ... آآآآآآآآه .... يا ناري ودي لو أعرف من سيضحك اليوم حبيبتنا مصر أم الدنيا أم الجزائر ، ربنا يجعل أيامنا كلها أفراح وان كنت أتمناها مصرية ، نعم مصرية ، ناري ناري ناري من جمالو .