قلوبنا مع مصر في مباراة اليوم مع الجزائر ليس من باب المجاملة ولكن تأييدنا ومساندتنا لمصر يأتي من استحقاق تاريخي وأزلي.. مصر توأم السودان بينهما عدة روابط وعلائق تاريخية تمتد إلى أعماق التاريخ.. فدور مصر الحقيقي تجاه السودان محفور في ذاكرة التاريخ.. ومن جانبه السودان لم يقصّر قط في الوقفة معها عبر مسيرة الأحداث التي امتدت إلى عدد من العهود.. فكان السودان حاضراً بجانب مصر في حرب 1948- 1956- 1967- 1973 بكل قواته وعتاده وروحه ودمه. ومصر الشقيقة وهي تختار السودان كوطن ثان وأرض ليست محايدة.. ولكن أن تقام المباراة في الخرطوم كأنما قامت بالقاهرة وهذا تعبير صادق عن شعور مصر الأخوي تجاه السودان وإن كانت الجزائر دولة شقيقة تربطنا بها علاقات صداقة مميزة.. فلها منّا كل الأمنيات الطيبة.. لكن مصر رائد النضال ومحرك الشعور الوطني في كل أجزاء الوطن وأشعلت نيران التحرير من كل غاصب محتل فهي التي ساندت كل حركات التحرير العربي والأفريقي وحاضنة لكل زعماء التحرر والمناضلين ولها دورها التاريخي في حرب التحرير الجزائرية التي كان ثمنها مليون شهيد. اليوم يشاهد السودانيون جميعاً الملحمة الكروية بين مصر والجزائر للذهاب إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010.. ولا يفوتنا أن منتهى الغبطة والسعادة أن يكون بين الفرق المتنافسة فريق عربي يرفع رأس الأمة العربية وهذه المشاركة أمنية كل عربي.. إن كانت مصر أو الجزائر.. لكننا نثق في مقدرات مصر الفنية والخبرة والدراية (بالمستديرة) أن تمثل العرب في مونديال جنوب أفريقيا ليس لأننا لا نتمنى ذلك لفريق الجزائر ولكن وصول مصر للمونديال له طعم آخر ومذاق مفضل لكل عشاق كرة القدم على مستوى القارة والعالم أجمع.. مع أن قلوبنا مع مصر وأمنياتنا الطيبة لها نأمل ايضاً أن تقدم مصر مباراة بكل ما عندها من رصيد لفنون الكرة وسحرها وكذلك نتمنى لفريق الجزائر ليسعد المشجعين الذين أتوا قاطعين المسافة البعيدة من الجزائر حتى الخرطوم أما الشقيقة مصر ففضلت أن يأتي مشجعوها عن طريق جسر بين القاهرةوالخرطوم ولأسباب عديدة.. لذا نتوقع مباراة يستمتع بها جمهور المشجعين بالشوطين مليئة بالمفاجآت واللفتات الفنية واللعب النظيف خالياً من الخشونة والاشتباكات الفردية.. عموماً نقول مرة قلوبنا في مصر ما دامت اختارت السودان شقيقها وتوأمها أرضاً وإستاداً للمباراة الفاصلة بينها وبين الجزائر للوصول إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010.. ونناشد أيضاً كل جمهور السودان أن يساند ويشجع الفريقين كفرق عربية من أجل وصول أحدهما إلى المونديال.. ولعلنا شاهدنا في غضون اليومين السابقين كيف بدأ المشجعون السودانيون التحضير لمباراة اليوم من رفع الأعلام في العربات واللافتات والهتافات في شوارع الخرطوم.. التحية للفريقين مصر والجزائر.. فاليوم تلبس الخرطوم ثوباً جديداً وتزدان كل الشوارع وتضاء كل الإستادات الرياضية ترحبياً بالمباراة.. والله الموفق..