في ظل الطفرة العمرانية التي تشهدها البلاد في مجال البنيان السكني والخدمي، وفي ظل التوافد المستمر على السودان من جنسيات مختلفة، فإن الخرطوم موعودة بأن تكون بها نماذج وتصاميم لعدة دول مختلفة مثل ماليزيا- كندا- ألمانيا- الصين- أمريكا.. وحتى تكتمل الرؤية عن هذه التصاميم والى أي مدى تتلاءم مع السودان، خاصة وأن أجواء المناخ في السودان تختلف عن هذه الدول.. جلست (آخر لحظة) إلى الدكتور أبوبكر حسين ميرغني الأستاذ بكلية الهندسة ونائب العميد للشؤون الأكاديمية بجامعة الخرطوم، ليحدثنا عن أساسيات العمران ومدى أثر هذه المنازل المتعددة المنشأ في التصميم على أجواء السودان، فمعاً نطالع ما قاله د. أبوبكر:- بدأ حديثه قائلاً: هناك قاعدة ثابتة يأخذ بها المهندس المعماري وهي (لا يوجد مبنى مصمم لمنطقة باردة يتناسب مع منطقة حارة)، فكل منطقة لديها مواصفات معينة.. فمثلاً السودان معروف أن مناخه حار جاف معظم السنة وحار رطب في الخريف، أي حار رطب ثلاثة أشهر فقط، لذلك يجب أن يكون المبنى مصمماً حسب المناخ حتى يتلاءم مع البيئة. وأضاف د. أبوبكر هناك مواصفات معينة يتبعها المهندس في تصميم أي معمار، أولها أن يهتم اهتماماً كبيراً بالتوجيه، أي باتجاه التهوية بحيث لا يفتح زجاج بمساحات كبيرة شرقاً وغرباً وإنما يقوم بفتحها شمالاً وجنوباً، وذلك نسبة لأن السودانيين يهتمون بالتهوية الطبيعية. كما أنه يجب أن يهتم بالعازل الحراري حتى يمنع دخول الحرارة إلى المبنى.. ومعظم الدول تعمل به وهو موجود في لوائح تنظيم المباني. إضافة إلى ذلك يجب أن يهتم المعماري بمواصفة التظليل، وهي أن يستخدم زجاجاً معالجاً لتخفيض امتصاص الحرارة، ولكن على الرغم من وجود هذه المواصفة إلا أن هناك الكثير من التصاميم مخالفة لهذه المواصفات، خاصة مواصفة (التوجيه).. فمثلاً هناك مبانٍ كثيرة لجمالها كثرت هذه القاعدة وفتحت نوافذها بناحية الشرق والغرب. هذا من ناحية مواصفات البناء، أما بالنسبة للمباني التي تصنع مثل المنازل الماليزية والكندية والألمانية وغيرها، فهي تلعب دوراً كبيراً في اقتصاد الدولة، فهي تكون دائماً من مواد خفيفة sand wichpanel / 3Dpanel ، وهي عبارة عن حائط وبه عازل وهو يسخدم في التفصيلات الداخلية في كثير من المباني، كما أنه موجود في السودان، بجانب هذه فإن صناعة البناء تختلق وظائف لعدد من الشرائح مما يجعلها تحل مشكلة البطالة جزئياً، كما أن هناك الكثير من الدول انتعش اقتصادها بصناعة البناء ورفع يد الحكومة من هذه المواد مثل دول الخليج، وحتى يلعب البناء دوراً في اقتصاد السودان من المفترض أن تدعمه الحكومة وتيسر من دخوله للبلاد. وذكر أبوبكر قائلاً: المعماريون في السودان يخدمون شريحة تتراوح نسبتها من 2 إلى 4% من المجتمع، وذلك نسبة لأن هناك كثيراً من الناس يلزمون المقاولين بتقليد بعض المباني، وذلك يرجع إلى أن قانون الملكية الفكرية للعمل المعماري غير مدعّم على الرغم أن كل ما يتعلق بالبيئة يرجع للمهندس المعماري. وختم حديثه قائلاً: إن من التصاميم الموجودة في السودان ونسعى لتطبيقها، العمارة الصديقة للبيئة والعمارة الخضراء، وذلك نسبة لأنها تقلل صرف الطاقة وتقلل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.