إنضم الأمل عطبرة ..والهلال ..إلى ركب المريخ وساروا جميعا في دروب البطولة العربية حتى أدوارها المتقدمة، وكتبوا أسم الكرة السودانية بوضوح تام على صدر كتاب البطولات الأفريقية لهذا الموسم. أكد فهود الشمال إنتصارهم الجميل بعطبرة على بطل موزمبيق ..وخسروا جولة الأياب بثلاثة أهداف لهدفين لم تمنعهم من الوصول إلى دور الستة عشرة من الكونفدرالية الأفريقية والترشح لمقابلة شباب بلوزداد الجزائري. ومساء ذات اليوم ..إنتصر الهلال بكل سهولة على ضيفه صاحب الإسم الكبير والمستوى العادي جدا إفريكا إسبورت برباعية بينما أستقبلوا من الضيوف هدفا إستعصى عليهم بأرضهم ووسط جمهورهم. وهكذا باتت الكرة السودانية على الواجهة ..وبشكل مثير ..لم يحدث من قبل والأمنيات الطيبات بتقدم أكثر حتى نعلن للجميع عن إستعادة الكرة السودانية كل أمجادها بالبطولات الخارجية. وحقيقة ما ينقصنا لتأكيد العودة إلى سالف الأزمان ..هو تحقيق البطولات، وليس مجرد الظهور الطيب على مسرحها ..حيث كانت المرة الأخيرة قبل عشرين ونيف عاما على يد المريخ بطل كأس مانديلا. والمواجهات القادمة ..لن تكون سهلة كما كان الأمر في الأدوار الماضية ..حيث ينتظر المريخ لقاء ساخن بالترجي التونسي الباحث عن أمجاده السابقة. وكما وصف المراقبون فإن جولة المريخ بالترجي التونسي تعتبر نهائيا مبكرا جدا ..حيث يصلح الفريقان ليكونا طرفا النهائي الأفريقي بما يملكانه من قدرات وأمكانات ولاعبين. وقد رشح الكثير من المتابعين المتأهل من جولتي تونس وأمدرمان للذهاب بعيدا في ساحة البطولة الأفريقية والتوشح بذهبها. وتعجبني ..ولا تعجبني اللهجة التي يتحدث بها لاعبو المريخ هذه الأيام عن الترجي التونسي ..حيث قال البعض منهم ..وفي سياق تصريحات صحفية ..أن المريخ كبير يجب أن يخشاه الترجي لا العكس. نعم المريخ كبير ..وكبير جدا ..وقد مضى بعيدا في طريق التأهل لنيل البطولات ألأفريقية وعلى مدى أكثر من خمسة أعوام ظل يقدم المريخ نفسه كواحد من أهم فرق القارة السمراء. ولكن يجب أن ننسى أن الترجي التونسي يفوق المريخ في جانب مهم ..حيث يتمتع اللاعب التونسي دون غيره بروح البطولات ..ولا يعرف المشاركة الشرفية ..أو اللعب من أجل الظهور وحسب. ومن هنا حذر من مغبة التراخي والتهاون والعيش في جلباب الزهو بما يملكه المريخ حاليا. أما الهلال ..فإن مشواره أفضل بكثير من المريخ ..حيث يلتقى الإسماعيلي المصري الذي يجاهد كيما يحافظ على الإسم الكبير والتأريخ التليد ..ولكنه لن يكون حجر عثرة أمام الهلال !! الأمل عطبرة ..بدأ مشوار البطولة الكونفدرالية بقوة ..وكشر عن أنيابه منذ البداية ..وأزاح لاعبوه عن طريقهم فريقين يفوقانهم في الخبرات والظهور الأفريقي. وهذا الوضع يجعل مهمة الأمل صعبة أمام شباب بلوزداد الجزائري صاحب الخبرة والإسم الجيد بدنيا البطولات الخارجية ..أفريقيا وعربيا ..ومن هنا تكمن خطورة المشوار الأملاوي. ولكن برغم هذه القراءات النظرية ..يمكن أن نرى الثلاثي يواصل خطف الأضواء أفريقيا ..ويمكن أن نراهم في الأدوار المتقدمة من البطولة إن إرتفع الطموح ..واتسعت مساحات الأمل عند اللاعبين .. المهمة شاقة ..ولكنها ليست بالمستحيلة.