أمر يومياً أمام مصنع الشفاء المنهار، وأنظر إليه وينظر كل من حولي بحسرة وألم، حيث يتجسد فيه غرور أمريكا، وصلفها، وطغيانها، وتكبرها، لأنها تعرف أنه ليس لها من يردعها، ولذلك تتدخل في كل شؤون الدول الضعيفة، هناك ترى نفسها سيدة العالم بدون منافس، وهي المسؤولة عن شؤون العالم بأكمله, افترت وتكبرت، وهي ترى في كثير من الحكام العرب الضعف والهوان, لأن همهم الأول والأخير هو السلطة والمحافظة علي كرسي العرش ليس إلا, لذلك يقدمون لامريكا كل فروض الولاء والطاعة، حتى تكون راضية عنهم وحتي لا يزول حكمهم. إن تدخل أمريكا في العراق جعلها تعيش في جحيم مستمر، من قتل ودمار وانفجارات وفتنة، لا يعلمها إلا الله، من عدم أمن واستقرار، وكان تبرير تدخلهم بحجة إزالة النظام الحاكم لأنه طاغية، بل هم لا يعرفون أنهم هم الطغاة والمتسلطون على العالم باكمله، فأغلبية الدول نالها ظلمهم، وأيضاً نري ما تفعله أمريكا في افغانستان بحجة الإرهاب، فتركت البلد في بؤرة من نار وهي تعلم أن ذلك هو الإرهاب بعينه, فكل مادخلت أمريكا بلداً تحول ذلك البلد إلى نيران مستعرة، لا تنطفئ أبداً. فالعالم كله يرى ما تفعله اسرائيل بالفلسطينيين من قمع وتعد على الحقوق، وانتهاك الحرمات، وهنا أمريكا لا تتدخل أبداً، حيث تقف موقف المتفرج؛ لأن ماتفعله إسرائيل يسرها لأنها تراه صواباً. وكل ما تفعله أمريكا وابنتها المدللة اسرائيل تجاه المسلمين في كل أنحاء العالم، لهو مذلة وإهانة لكل الشعوب العربية, وكل ذلك لا يحرك ساكناً لدى الحكام العرب، يجتمعون وينفضون، ولكن لا جدوى، لأنهم لا يهمهم مايحدث لأخوتهم في العراق، وفلسطين، وما داموا في مناصبهم ومحافظين علي كراسيهم في الحكم والعرش. ونسال الله أن يقهر عن أمة الاسلام كل الجبابرة، ونرى نهاية أمريكا، وإسرائيل قريباً، ونهاية كل متسلط، ونقول لأمريكا (يا ظالم ليك يوم).