ü الانتخابات في أي بلد مسألة مهمة ومصيرية وضرورية لأنها تستهدف في المقام الأول تغيير الدولاب.. «الإنسان العادي» إذا قام بتبديل «دولابه العادي» فإن هذا يُحدث أثراً كبيراً لا تخطئه عين فما بالك بدولاب الحكم!! كحكم السودان..! ü الانتخابات تحدد مصير البلاد!! وتؤثر على الاقتصاد وعلى المصالح وعلى الحراك الحياتي والاجتماعي. ü ومسألة بهذه الأهمية يجب أن يتم التعامل معها بالجديد فما بالك بانتخابات مثل هذه الانتخابات التي تمر على السودان بعد أكثر من «20» عاماً جرت فيها حروب وسُفكت فيها دماء وحدثت الكثير من المتغيرات منها الإيجابي! والسلبي ومنها «المضحك» و«المبكي» و«المفرح» و«المحزن»!! ü الشارع السوداني ينظر بكثير من الحزن والإحباط لحال الأحزاب السودانية هذه الأيام وهي ترسم لوحة تشكيلية أركانها البلبلة والاضطراب وفقدان «البوصلة» والقدرة على اتخاذ القرار السليم!! ü نحن لا نظلم هنا كل الأحزاب!! فالمؤتمر الوطني لم يغيّر «كلمته» منذ بداية العملية الانتخابية وكان واضحاً تصميمه على خوض الانتخابات بالكامل تنفيذاً لاتفاقية السلام التي جاء بها. وحزب المؤتمر الشعبي كذلك ظل ملتزماً بكلمته فعندما قرر خوضها خاضها حتى الآن بكل مسئولية رغم «ظروفه» والصعوبات حوله وكذلك الحزب الشيوعي فعندما قرر المقاطعة فإنه «لملم» أوراقه وذهب في حال سبيله لم يناور أو يرجع «وراء وقدام» وهذا يدل على وجود حزب حقيقي وتنظيم وقيادة» ومنهجية وقرار» وكلها دلالات نجاح وقطعاً سيأتي اليوم الذي تؤتى فيه ثمارها!! أما بقية الأحزاب وكلنا نعرفها فبعد كل هذ العمر الطويل في العمل السياسي والحزبي اتّضح بما لا يدع مجالاً للشك أنها لم تتعلم ولن تتعلم، والآن عرفنا سبب الانشقاقات والانقسامات والتكاثر الأميبي «للأجنحة» داخلها ففاقد الشيء لن يعطيه وهذا الشعب «أذكى» دائماً من هذه الأحزاب، إنه يتفرّج على إعادة إنتاج المماحكات السياسية والشعارات وفرض الشروط والمناورات والمشي تحت الحيطة!! 4 أيام فقط تفصلنا عن أهم اقتراع في السودان ولا نعرف بعض الأحزاب هل تشارك أم لا؟ هل ستمضي لنهاية الشوط استكمالاً للعملية الديمقراطية أم ترجع من منتصف الشوط؟ القصة باختصار محبطة وليس هناك ما يدعو للتفاؤل بعد كل هذه التجارب المريرة في تاريخ العمل السياسي السوداني. جمال حسن سعيد في الاسكتشات التي يقدمها في التلفزيون هذه الايام حول الانتخابات يقول دائماً لزميله الممثل الذي لا يريد ان يفهم ما هي الانتخابات يقول له في نهاية الحوار «يا خلف الله ما عذبتنا».