موجة الغلاء التي ضربت الأسواق هذه الايام جعلت هرمون(المؤامرة) عندي يرتفع فالقصة ليست عادية وهناك طابور سادس وراء ما يحدث من ارتفاع في الاسعار وندرة في السلع بصورة غريبة. والموجة ضربت كل شيء وطالت كل السلع الاستهلاكية مما جعل المواطن يتأثر بالاسعار النارية مما دفع به بدوره للعزوف عن الشراء. فالفواكه (تعززت) والخضروات كذلك والفراخ طارت في سماء الاسعار والاسماك سبحت في بحيرة الغلاء وكذلك اسعار الحديد والسيخ مواد البناء. امس في أحد المغالق ببحري سألت التاجر عن اسباب ارتفاع (السيخ) والمصيبة التي يسمونها (الاكسبندة) فقال لي وهو وهو جالس في كرسيه الدولار ارتفع. هممت بخنقة وانا اعرف تماماً انه لا يعرف الفرق بين الدولار و(الدونار) واليورو والين الياباني والبن اليمني أو الحبشي ولكنه ركوب الموجة. ü أنا أتمنى ان يدرس علماء الاجتماع في ضوء أيام الانتخابات أسباب تغلغل ظاهرتين -الأولى هي ظاهرة الإشاعة فقد تكلمت عنها في هذه المساحة الاسبوع الماضي وقلت شيئاً قليلاً في حقها اتمنى ان يتصدى علماء الإعلام والاجتماع لهذه الإشاعة والتي أصبحت عاملاً «مضراً» في الحياة السودانية اليومية. الظاهرة الثانية وهي لا تحتاج لدراسة فأنا قد قمت بدراستها تماماً وعرفت أسباب المشكلة والعوامل التي أدت لها وعندي لها الحل وهي ظاهرة تجار الأزمات الذين يستغلون المواقف والأحداث الكبيرة ويحولونها لمصالحهم الضيقة وجيوبهم «العفنة» التي أدمنت الحرام وأكل أموال الناس بالباطل بزيادة الأسعار والجشع وامتصاص دريهمات الناس القليلة والشحيحة . ماذا يعني أن يجلس تاجر في دكانه ويرفع من عنده سعر السلعة البايرة في دكانه أكثر من شهر وعندما تأتي الانتخابات يقول الدولار؟ هذا يعني غياب القانون والعين الحمراء والسلطة. فالانتخابات لا تعني الحرية في كل شيء واستغلال الأزمات لا يعني عدم التفات الدولة عن هذه الظواهر والتي باتت متعلقة بكل حدث كبير. قلناها أكثر من مرة سياسة التحرير لا تعني الفوضى ولا تعني ترك الحبل على الغارب لترتفع الأسعار بهذه الصورة السافرة والجنونية. وعلى الحكومة ان تلتفت للطابور السادس الذي يعيش من دم الشعب المسكين. وعندما تأتي أول موجة حمى (كالانتخابات) فانه يقوم بامتصاصها هؤلاء هم تجار الأزمات والطابور السادس الذي يجب ان تتوجه كل الأسلحة لحربه والقضاء عليه تماماً واراحة الناس من شروره. قاتل الله تجار الأزمات وكل جَشِعِ طمّاع!!