الأستاذ غازي سليمان تعود الهجوم على الطائفية وعلى الأحزاب، إرضاءً لأهل مصلحته وولاة نعمته.. وبالأمس بصحيفة(آخر لحظة)كرر هذا الهراء ونحن لا ندري من هو غازي سليمان؟ والذي ظللنا نسمع به وباسمه يتردد في كل الأحزاب قد دخل الحركة الشعبية وأظنها قد طردته، ثم أصبح من المدافعين عن حزب المؤتمر الوطني، ونقول هو وشأنه في اختياره وتحوله من هنا وهناك ولكننا نعتقد أن من يحملون عباءة القانون على اكتفاهم، أكثر صدقاً ولا يرمون الآخرين بما ليس فيهم، ولا يدافعون عن الأخطاء والمخالفات الواضحة والتي يدركها حتى من لا معرفة عنده. والانتخابات الأخيرة واذا صدقنا صحتها في فوز المشير عمر البشير فهل نصدقها عندما تعلن بأن عقار في النيل الأزرق قد سقط، ثم تستدرك بعد ساعات وتقول لا إنه فائز!!.. وذلك بعد أن قدم تهديده ووعيده الذي قال فيه «النجمة أو الهجمة»، والتزوير ليس كما يتحدث عنه البعض، بل نحن في محلية كرري قد قمنا برصده ومتابعته ولدينا ألف دليل ودليل، وقد كانت لنا غرفة عمليات يومية على رأسها عدد من المحامين أهل الكفاءة القانونية، وقد كنا يومياً نرسل عدداً من المخالفات وبمستندات، وما رفعناه من كرري هو الذي أوقف النتيجة في أربع دوائر، كما كنا أول من أرسل مذكرة لقيادة الحزب العليا نوصي بالانسحاب من السير في الانتخابات ومن أول يوم لها، ونرسل للصحيفة صورة طبق الأصل من هذه المذكرة، واتصل بي مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بصفتي المشرف السياسي على كرري، وقال لي بالحرف الواحد لا تنسحبوا، بل واصلوا ولكن يجب أن ترصدوا المزيد من المخالفات، لأننا سوف نستمر في الانتخابات وكنا نرصد الخروقات والتزوير ونرسلها يومياً لرئاسة الحزب، التي كانت ترسلها فوراً لرئاسة مفوضية الانتخابات، وهنا نقف للرد على الذين استنكروا عدم تصويت السيد محمد عثمان الميرغني أو الإدلاء بصوته، وقد رفض ذلك لأنه قد كان على علم بأن الانتخابات لا تسير على الطريقة الصحيحة، بل كان يعلم بما يتم من تزوير وقد طلب مني شخصياً الاستمرار حتى النهاية للمزيد من التعرية، ولعل مولانا الميرغني كان يعرف ماذا يريد واعتقد أنه قد استطاع فعلاً أن يعري هذا النظام للنهاية وبفضيحة شهد عليها العالم إلا الأمريكان الذين يريدون للانتخابات أن تتم بأي صورة ليتم لهم انفصال الجنوب، وهذا ما قالوه صراحة، لذلك فإن الحديث عن التزوير وعدم صحة هذا التزوير، فهذا رأي الذين لا يريدون عيباً لهذا النظام، ونقول لهؤلاء هناك تزوير حقيقي قد كشف عورات المؤتمر الوطني وكشف ضحالة التفكير عند الذين خططوا لهذا التزوير، لأن هذه النتيجة التي قصد منها إبعاد أكبر الأحزاب السودانية من الساحة السياسية، رغم وجود عدد من الذين كان فوزهم مضموناً أمثال السيد ميرغني عبدالرحمن سليمان، والدكتور بخاري الجعلي، والأستاذ التوم هجو، وطه على البشير وآخرين كثر في كسلا والقضارف وولاية النيل والشمالية والجزيرة. إنني أقول نحن لا نلقي الحديث جزافاً ولا نتهم دون بينات ودلائل، ولكن غازي سليمان كعادته يهزي ويخطرف دون أن يعمل حساباً لما يقول كعادته وهو يتحدث عن عورات الطائفية، وينسى عورات نفسه، والطائفية لمن يجهلونها هي التي حفظت الإسلام في السودان.. وهاجم الأحزاب التقليدية، وما يقصدها هي الأحزاب التي حمت السودان وحققت استقلاله وقياداتها كانوا من بناة العمل الوطني الصحيح. ونقول بأن محاولة التقرب من الحكام بالتجني على الآخرين صفة قبيحة، ومؤسف أن يكون أصحاب هذه العادة هم دعاة العلم والثقافة الذين يملأون ساحاتنا السياسية ضجيجاً فارغاً لا معنى له ولا قيمة أمثال غازي سليمان، وهو من المهرجين سياسياً وهو لا مواقف له ولا يحسب من أصحاب الثبات على المباديء، بهذا فنحن نراه في كل يوم وهو في مكان وفي موقع يبحث فيه عن مغنم، وهجومه على الطائفية والأحزاب التقليدية محاولة للتقرب لأهل المؤتمر الوطني لحاجة في نفس غازي سليمان. إننا نأمل من الذين يدعون الأهمية لأنفسهم، ألا يتلاعبوا أو يستهينوا بالأشياء التي تضر بمستقبل السودان السياسي وأرجو أن يفهم غازي سليمان ما نعني من حديث.