كما يعلم الجميع الإجازة الصيفية هي موسم منتظر من الجميع سواء من الطلاب أو الموظفين، وللطلاب بعد عام دراسي شاق، والموظفين بعد عمل مضنٍ حتى يستريحوا قليلاً من عناء العمل، فهي موسم منتظر من الجميع صغاراً وكباراً. لكن قد تكون هناك نقطة مهمة، ألا وهي كيفية استغلال هذه الاجازة، صحيح أن الإجازة الهدف منها تغيير جو العمل والترفيه والتسلية، فالإجازة تأتي بعد عام كامل من الجهد والعناء والضغوط وغيرها من الأمور النفسية، التي يحتاج الإنسان بعدها إلى أخذ قسط من الراحة، لكن ربما طول وقت الإجازة قد يجعل وقت الفراغ كبيراً، وربما تضيع أوقات كثيرة دون فائدة تذكر أو عمل مفيد. فالطالب بحاجة إلى تغيير الجو الدراسي الذي جلس فيه عام كامل، بين الضغوط النفسية والذهنية. والموظف أيضاً يحتاج إلى الراحة، بعد أن كان طوال العام يعاني من الأعمال والواجبات المنوطة به، حتى أولياء الأمور يحتاجون إلى راحة بعد عناء المتابعة والاهتمام بأولادهم طوال عام دراسي كامل. الجميع بحاجه إلى الإجازة حتى يتجدد النشاط، ويتم تفريغ شحنات وطاقات نفسية اكتسبها الجسم من أداء الواجبات.. من هنا سيطول وقت الفراغ الذي يجب أن نفكر في كيفية القضاء عليه، والاستفادة منه بالطرق السليمة، التي نستفيد منها ويستفيد منها أولادنا، فهذه فرصة تتاح لمن أنعم الله عليه بالصحة والعافية، وهذه الإجازة تأتي مرة كل عام. ونقول للأسر أن تقتني فرصة الإجازة في أشياء مفيدة، وأن تلحق أبناءها بالمراكز الدينية، والثقافية، والرياضية، والفنية وغيرها من المراكز، التي تلبي رغبات هؤلاء الشباب، وألاَّ يدخلوا الطلاب في برامج دراسة المقررات كما يفعل بعض أولياء الأمور، حتي لا يمل الطلاب المدرسة ومقررات المدرسة. المهم أن يستفيد الجميع من الوقت والفراغ، فقد جاء في صحيح البخاري، عن ابن عباس-رضي الله عنه-قال: قال النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ). فلتكن الصحة أداة قوة للجميع في اكتساب المنافع من خلالها في أوقات الفراغ.