إن تكريم الإذاعي والإعلامي فاروق الجوهري من قبل السودان بمنحه الوسام الذهبي في الآداب والعلوم والفنون منذ أيام، يعتبر تكريماً وعرفاناً لطائفة من الإعلاميين المصريين الذين عملوا طوال سنوات لترسيخ العلاقات المصرية السودانية، وتمتين جسور العلاقات الأزلية بين القطرين الشقيقين، والتي تشمل طائفة كبيرة جديرة بالتكريم كالراحلة الخالدة في قلوب عارفي فضلها الحاجة ثريا جودت المديرة السابقة والأشهر لإذاعة ركن السودان، وأبناء جيلها حسن عبدالوهاب ويوسف بدير وعاصم ونانة وبدر الدين أحمد الذي رحل وهو يؤدي واجبه باستديو ركن السودان بالخرطوم، والراحل فؤاد عمر «حبابك عشرة» صديق السودان وحبيب السودانيين الذي نال أول تكريم لأول إذاعي كبير من أبناء وادي النيل بحصوله على وسام النيلين من السيد رئيس الجمهورية، وأتمنى أن يشمل التكريم من بقيّ على قيد الحياة من أبناء الإذاعة والإعلام وعلى رأسهم الإذاعي الكبير مأمون النجار الذي ظل طوال خمسين عاماً يسلط الأضواء على ثقافة الوادي، مكرساً فكره وقلمه لتقديم الكتاب السوداني والمؤلفات السودانية إلى القارة والمستمع العربي عبر إذاعات صوت العرب وركن السودان ووادي النيل، وكل هذا نابع من حب عميق للسودان وأهله ربط بين الإذاعي مأمون النجار نجل الشيخ النجار من علماء الأزهر الأجلاء وسليل أسرة الشيخ النجار المشهورة في صعيد «مصر»، وبقي من الجانب الآخر أن يهتم الأشقاء المصريون بالإعلاميين السودانيين الكبار الذين خدموا قضية العلاقات الثقافية بين مصر والسودان كالإعلامي السوداني الكبير الكاتب الإذاعي والمسرحي السر أحمد قدور، الذي لا يزال يواصل عطاءه منذ أكثر من ستين عاماً لبناء جسور العلاقات الثقافية بين القطرين عبر برامجه الراتبة في الإعلام المرئي والمسموع في مصر، ومثل الراحلين الكبار الذين خدموا هذا القضية بتكريم أسمائهم، الراحلين بشير عبدالرحمن وتوفيق أحمد البكري وحسن عباس صبحي.. والذين عبّدوا جسور هذه العلاقات هنا وهناك، والذين أسأل الله أن يمتعهم بالصحة والعافية كأساتذتنا علي شمو وعبدالفتاح دالي وصالح محمد صالح ورصفائهم من أهل الإعلام والكلمة والإبداع.. أما الأخ الإعلامي الكبير وأستاذ علوم الإذاعة فاروق الجوهري.. فنحن أسعد الناس بتكريمه الذي صادف أهله، والذي نتمنى أن تتسع أمواجه ومداه ليشمل من ذكرنا من أهل الإبداع والإعلام هنا وهناك.