يعتبر الذهب من السلع القيمة في حياة الإنسان، وهو بمثابة حفظ للأموال عند الحاجة إليها في وقت الشدّة، ومعروف أنه من محبّبات الزينة، وتتهافت النساء على اقتنائه منذ القدم.. لكن تلاحظ في الآونة الأخيرة أن أسعاره بدأت ترتفع بصورة جنونية إلى أن وصل سعر الجرام في الأسابيع الماضية إلى «110» جنيه. «آخر لحظة» أجرت استطلاعاً مع عدد من النساء والشابات، حول المصوغات الذهبية واقتنائها، هل هي من أجل الزينة أم حفظ الأموال؟ كما التقت بعدد من الصاغة بعمارات الذهب، بالخرطوم، لمعرفة مدى الإقبال عليه الآن، ومن هم أكثر الشرائح شراء وبيعاً: ربات المنازل أم الموظفات أم الطالبات؟ وكانت هذه الحصيلة: في البدء التقينا بالصائغ عبد المنعم، حيث قال: إن الذهب هذه الأيام في زيادة مضطردة، ومع ذلك فإن هنالك قوة شرائية كبيرة، خاصة من قبل النساء كبار السن مشيراً إلى أن الشابات أقلعن عن شرائه هذه الأيام، وأن هناك عدداً من الطالبات يزرن محلات بيع الذهب من أجل التنوّر فقط، وليس بغرض الشراء، وأضاف أن هناك نسبة من ربات المنازل يشترين الذهب الذي يعرف «بالكسر»، أي الذهب الراجع من الزبائن، خاصة وأن سعره أقل من الذهب الجديد، وأشار إلى أن الشباب لا دور لهم في شراء الذهب، عدا المقبلين على الزواج، ويأتون بصحبة بعض النسوة، بحجة أنّهنّ أكثر معرفة بالمصوغات الذهبية من الرجال. فيما ذكر الصائغ محمد علي أبو قطاطي، أن النساء عامة يقتنين الذهب من أجل الزينة، وأكثرهن ربات المنازل وكبار السن، وأضاف أن الذهب يشهد ارتفاعاً ملحوظاً هذه الأيام، ويرجع ذلك للبورصة العالمية، وأشار أبو قطاطي إلى أنه في الآونة الأخيرة لاحظنا أنّ النساء بدأن في شرائه من أجل حفظ الأموال، وذلك تحسباً للظروف، وبيعه عند الحاجة الأسرية، مثل عمليات البناء وتأهيل المنازل والعلاج أوالدراسة الجامعية وغيرها، وأشار إلى أن البيع أصبح أكثر من الشراء. وعن الشباب، ذكر أن الغالبية الذين يأتون لشرائه بغرض الزواج أو الخطوبة فقط. وفي السياق، ذكرت الموظفة أمل العجب أن الذهب في الماضي كان من أجل الزينة، لكن في السنين الأخيرة أصبح العديد من الشابّات، وعن تجربة من بعض صديقاتي وإخوتي المقربين، أجد أن أغلبهنّ تركن شراء الذهب واتّجهن إلى شراء «الكرستال والإكسسوارات» بدلاً عن الذهب، مشيرة إلى أن هناك العديد من أشكال «الهتش» وبألوان جذابة، قريبة من الثياب التي نرتديها، فهي تغنينا، بدلاً عن لبس الذهب، خاصة وأنّه أصبح مرتفع السعر، وأضافت أن النساء أصبحن يلبسن الذهب أكثر من الفتيات حسب قولها. وقالت الطالبة، ازدهار محمد: إنها تزور دوماً محلات بيع الذهب من أجل التعرف على الأسعار، وإذا وجدت السعر مناسباً فإنها تشتريه وتحفظه كمال لوقت الحاجة، وأضافت أن جميع أفراد أسرتها يقتنون الذهب من أجل حفظ الأموال، وليس من أجل الزينة. فيما قالت الحاجة فاطمة محمود بأنها تشتري الذهب من أجل الزينة وحفظ المال عند الحاجة، خاصة وأنّها أم لعدد من «البنات» ودائماً ما أنصحهنّ بألاّ يضيّعن أموالهن في شراءالملابس، لأنها تبلى وتنتهي بمرور الزمن، على عكس الذهب الذي يحتفظ بسعره، وهو بمثابة أموال جافة محفوظة.