قديمًا كانت هنالك نوعية من الذهب تُعرف باسم (دهب الجمل أو الفالصو)، واشتهرت محلات بعينها في سوق أم درمان تتخصص في بيعه، ولكن كان يبدو واضحًا للعيان أنه ليس بالذهب الحقيقي.. ومؤخرًا انتشرت في الأسواق محلات متخصصة في بيع الذهب الصيني لتجذب النساء وتلبي حاجتهن للزينة بأسعار معقولة، تجار الذهب أكدوا أن الصيني عبارة عن اكسسوارات مصنعة من معادن النحاس والألمونيوم أو الاستانلس استيل، يتم طلاؤها بماء الذهب الذي يختفي بريقه بمرور الوقت.. وللحفاظ عليه لمدة من الزمن يجب تجنب رش العطر وعدم استخدام الكريمات أثناء لبسه؛ لأنه يكون عرضة للكسر والتلف وتغيُّر اللون.. ومن جانب آخر حذَّر عددٌ من الأطباء من خطورة الذهب الصيني لاحتوائه على معادن ذات أثر سلبي على الصحة الجلدية للسيدات لما يحدث بها من عمليات أكسدة سريعة بفعل الأوكسجين الموجود بالهواء ويتعرض للصدأ مما يؤدي لحدوث الالتهابات والطفح الجلدي وقد يحدث أكثر من ذلك وهو امتصاص الجلد لهذا الصدأ ومن ثم يمتصها الدم مما يؤدي لحالات تسمم سريعة. ويستخدم الذهب الصيني من أجل الزينة فقط وتتهافت النساء على شرائه فإضافة إلى رخص ثمنه نجد الإتقان والدقة ووجود الفصوص بأشكال وتصميمات بجودة عالية مثل (القلادات كوليهات إنسيالات غوايش... إلخ) ولا يباع بالجرام ولكنه يباع بالقطعة حسب الحجم والخامة المستخدمة وتبدأ أسعاره من 20 إلى 25 للقطعة وتصل إلى200 جنيه أحيانًا.. (تقاسيم) أجرت استطلاعًا حول ظاهرة انتشار الذهب الصيني في بيوتات المناسبات كما التقينا فئات أخرى ذات صلة بالموضوع.. إيمان رحمة كانت محطتنا الأولى التي توقفنا عندها تقول: بعد ظهور الذهب الصيني أصبح هو زينتي المفضلة لما يمتاز به من تشكيلات بديعة ورائعة إضافة إلى سعره المناسب والمعقول رغم أنني أمتلك ذهبًا أصيلاً لكن بت لا أميل إلى التزيُّن به في بيوت المناسبات وتركته «للزمن». فخر الدين عبد الصادق نائب مدير عام الشرطة الأسبق ومستشار أسبق في وزارة الداخلية وجدته داخل محل لبيع الذهب وهو يهم بشراء طقم من الذهب الخالص وعند طرح سؤالنا عليه عن الذهب الصيني أجاب قائلاً: توطرت الثقة لدينا في الشكل المألوف للذهب ولا يمكننا استبداله بمعدن آخر فلا بديل للذهب إلا الذهب والمعدن المتداول الآن بين فئات النساء يطلق عليه مجازًا اسم الذهب ونحن عمومًا أهل توتي ما زلنا على عهد الذهب الخالص. وشاركنا برأيه أبو عبيدة علي بقوله: زوجتي من النساء المهووسات باقتناء الذهب الصيني بحجة أنه رخيص الثمن وراقٍ في شكله وتصر عليه بشكل غريب رغم أنني حاولت إقناعها بأنه من الأفضل لها أن تقتني جرامًا واحدًا من الذهب الأصلي بدلاً من ذلك المزيف إلا أنها ما زالت متمسكة بالصيني. مجدي علي أحمد صاحب الشارقة لبيع الذهب قال: إنه لم يرَ الذهب الصيني لكنه سمع بأن هنالك ذهبًا بهذا الاسم وأردف قائلاً: لا يمكن لمثل هذا النوع من المعادن أن يدخل منافسة مع الذهب المتعارف عليه بشكله المعهود؛ لأن هذا الأخير يحفظ المال فمتى ما احتجت إليه تقوم ببيعه وبسعر أعلى من سعره الأصلي وتكون أنت الرابح لكن مثلاً الذهب الصيني سعر 6 غوايش منه يبلغ 50 جنيهًا وبعد مرور كم شهر يتغيَّر لون المعدن ويصبح شكله غير مقبول للزينة؛ لأنه مصنَّع من الاستيل والألمونيوم ونسبة من النحاس وهذه المعادن تتأثر بالظروف المناخية مثل سخونة الجو لذا أقول لا منافس للذهب. فوزية تعمل في مجال بيع الذهب الصيني وتراه تجارة رابحة حيث قالت: معظم «زبوناتي من النساء المقتدرات ماديًا لكنهن يلجأن للصيني لسعره المعقول وأشكاله وتصميمه الرائع، وأنا قمت ببيع ذهبي الأصلي ليكون رأس مالي في تلك التجارة والحمد لله لم أخسر وسأقوم بتعويض ذهبي السابق من ريع تلك التجارة وأستمر فيها بأرباحها فالذهب الحقيقي أحفظ به مالي والصيني للزينة فقط».