* خمس ساعات بدقائقها وثوانيها هو فرق الزمن بين الخرطوم وبكين أو الخرطوم وقوانزو في جنوب الصين، فعندما تكون الساعة السادسة صباحا في الخرطوم ويبدأ الناس يتهيئون ويستعدون ليوم وليد مع تباشير صباح مشرق جديد، تكون الساعة في مدينة قوانزو الحادية عشرة صباحا وتكون الساعة في الوقت ذاته في لوس انجليوس في الولاياتالمتحدةالامريكية الثامنة من مساء يوم أمس.. ويمثل فارق الزمن عاملا مهما للتجارة في الصين، فعندما تبدأ إتصالات البيزنس والتجارة بين التجار في السودان ورصفائهم في قوانزو عند منتصف النهار في الخرطوم تكون الساعة الخامسة مساء في قوانزو، وعادة ما يتهيأ رجل الاعمال السوداني هنا لقضاء ليل طويل مع متابعة أعماله وتجارته في السودان، ورغم ان معظم المكاتب التجارية تغلق ابوابها هنا عند الساعة السادسة مساء فإن ابواب رجال الاعمال السودانيين و المصريين و اليمنيين وغيرهم من تجار الشرق الاوسط واوروبا والولاياتالمتحدة ومن يتعاملون معهم من الصينيين وغيرهم تكون مواربة ومضاءة حتى وقت متأخر من الليل.. ويقول حسبو آدم رجل أعمال سوداني إن فارق الزمن رغم ما يلازمه من إرهاق إلا إنه عامل مساعد جدا فكثيراً ما نكون جاهزين للعمل مع السودان في وقت مناسب ولدينا متسع من القوت لتنفيذ الطلبات التي ترد إلينا من هناك، ولكن لابد ان تكون محصورا الليل كله في الاتصالات وإنجاز الاعمال مع السودان، وغالبا لا ينتبه الكثير من التجار وغيرهم لفارق الزمن فيرن هاتفك عند الساعة الثالثة صباحا او الرابعة صباحا، ولكن تجد العذر للمتصل لعدم علمه بفارق الوقت.. كما نساهر كثيرا مع السودان وعبر وسائط الاعلام المتعددة حيث يكون الوقت متاخرا جدا ومع كل ذلك فإن العمل يقتضي أن تكون في مكتبك في وقت مبكر صباحا.. وعليه فإن النوم شبه معدوم وكذلك العطلات الاسبوعية حيث إن يوم الجمعة يوم عمل هنا في الصين ولكن السبت والاحد عطلة، ومع ذلك فنحن نباشر عملنا طوال الاسبوع.. ويري عمار السعيد التلب - رجل اعمال- أن الفارق يكون كبيرا بين قوانزو مع الولاياتالمتحدة وغالبا مايزيد على 15ساعة تقريبا مع لوس انجليس، والمسافر الذي يغادر لوس انجليس يوم السبت مساءإلى الصين مرورا بهاواي والفلبين وغيرهمامن الدول يجد أنه على مشارف يوم الاثنين، وكل ذلك يجعل العمل التجاري مربكا بعض الشئ ولكن يكون الحال افضل وأنت متقدم بعدة ساعات عن الآخرين مما يساعد في إنجاز الأعمال، ومع التقدم التكنولوجي الهائل وثورة الإتصال فيمكنك أن تواصل عملك من البيت ومن القطار ومن اي مكان.. وقال إن تقدم وسائل الاتصال في السودان ساعد كثيرا في تقليل مشاكل العمل وتقريب شقة المسافة، وكلما نجحت شركات الاتصالات في الاسراع بمواكبة ما يستجد في هذا المجال فإن الفائدة ستكون كبيرة في انجاز الاعمال بشكل اسرع مما هي عليه الآن، وبخاصة أن التجارة الالكترونية اصبحت مهمة وضرورية في العالم كله.