خالد الصحافة أول مطرب سوداني يغني في قوانزوقدم السودانيون في قوانزو مفاجأة جميلة للفنان خالد محجوب (الصحافة)، عندما أخبروه بأنه أول فنان سوداني يغني في مدينة قوانزو في جنوب الصين منذ نحو أربعة عقود من تواجد السودانيين في تلك المدينة العريقة، التي تتميز بضريح الرجل الصالح سعد بن ابي الوقاص، ورفاة عدد من المسلمين، ومسجده الذي يصلي فيه صلاة الجمعة الآلاف من المسلمين، من الصينيين والمقيمين وزوار المسلمين من جنسيات من دول إسلامية شتى، وقد أعرب الفنان خالد عن سروره وسعادته بهذه المعلومة القيمة، وأعرب عن سعادته لكونه أول فنان سوداني يُغني في حفل عام في قوانزو، وكنت قد أشرت إلى ذلك اثناء تقديمي للحفل الذي احياه خالد الصحافة في قوانزو وقد شرفني الأخوة بأن أكون عريف الحفل ومقدمه، وقلت في نهاية الحفل الساهر الجميل إنها فرصة طيبة لتقليد خالد محجوب وشاح المدينة، وأن نطلق عليه لقب( خالد قوانزو)، وكان الأخ الأستاذ مصطفى عبد الرحمن الشهير (بود رعية) قد أسرَّ إليّ بهذه المعلومة، التي أكدها الأخ الدكتور كمال النيل رئيس الجالية السودانية في قوانزو، وأحد أقدم قاطنيها من السودانيين بعد الرعيل الذي سبقه، وفي مقدمتهم الأخ الحبيب الدكتور سيد التلب، وكنت قد قابلت كمال لأول مرة في هونغ كونغ عام 1990 في مكتب الدكتور السيد التلب، الذي كان من الرعيل الأول الذي قدم إلى هذه المدينة وارتبط بها وبمدينتي شنجين وهونغ كونغ لأكثر من ثلاثة عقود، وكان الدكتور سيد قد قدم إلى بكين لأول مرة، طالباً لدراسة الطب في جامعة بكين، وأجاد وأتقن اللغة الصينية كأحد أبنائها، وكان دكتور سيد التلب أول شخص أجنبي يُمنح ترخيصاً لبناء مصفاة للبترول في مدينة شنجين التي أحبها، ودعا المستثمرين العرب للإستثمار فيها، وقد كان عدد من قدامى السودانيين في تلك المدينة موجودين في الحفل، بل من المنظمين له ومنهم: الأخوة الأعزاء عثمان عمران الذي ألتقيته لأول مرة في هونغ كونغ في عام 1988، وكذلك الأخ أبشر حسن الذي تخرج في جامعة شينجين والأخ فخر الدين الذي تخرج مهندساً في إحدى الجامعات الصينية في تلك الفترة، وبدأ حياته العملية مهندساً في شنجين، والأخ الدكتور صلاح مناع الذي ألتقيته وهو طالب في إحدى الجامعات الفلبينية في العاصمة مانيلا، في تلك الفترة أيضاً.. وكانت القاعة قد أكتظت بالسودانيين وأسرهم في جو بهيج، وأُسروا مع مدائح وأغنيات خالد الصحافة، والعازف الفنان الكبير اسماعيل ابوراس.. ولم يتمالك الحضور أنفسهم واسماعيل ابوراس يبدأ في عزف الأغنية الوطنية، أنا سوداني فنزل الرجال جميعهم شباباً وشيباً إلى حلبة الرقص حماسة وحمية، وأشعل الأخ ابو الحسن التلب الحماس بعرضة جعلية، لفتت الإنتباه، وزادت من حماسة الجميع، لينضم إليه عدد من أبناء جعل وغيرهم في فاصل من العرضة السودانية الصميمة، وكذا الحال مع أغنية (رمال حلتنا)، التي حركت المشاعر وأندهش خالد لطلب الأغنية هنا في قوانزو، وأظهر أبناء شايق وفي مقدمتهم منتصر عبد الرحمن الذي شارك في العرضتين الجعلية والشايقية، وكان الأخ التوم هو نجم الحفل بلا منازع، فقد واصل مع الفنان منذ بداية الحفل ومع المدائح النبوية، وحث الجميع على المشاركة، ودفع بالكثيرين إلى حلبة الرقص والعرضة و(البشٌير)، وشارك في الرقص والعرضة عدد من الضيوف الصينيين والماليزيين، ورقصت إحدى الماليزيات رقصة شايقية لفتت إنتباه الحضور، وقال أحد الحاضرين مازحاً: ياالتوم الشايقية دي جبتوها من وين..! ولم ينس خالد الصحافة مناطق السودان الجغرافية كلها، فقدم بعضاً من أغنياتها وتراثها، فكانت ليلة للسودان وفي حب السودان، وكان الفنان خالد قد أحيا حفلته الأولى في بكين، بدعوة من السفارة السودانية بمناسبة تنصيب المشير عمر حسن احمد البشير رئيساً للجمهورية، وقد شهد الحفل في بكين عدد كبير من أبناء الجالية السودانية وغيرهم من الضيوف، الذي تقدمه سعادة سفيرنا في الصين ميرغني صالح، وأعضاء البعثة السودانية هناك، كما أحيا خالد الصحافة حفلاً ثانياً في مدينة (ييو)، وهي مدينة تقيم بها جالية كبيرة تفوق عدد السودانيين المقيمين في قوانزو، وكان الحفلان الساهران في (بكين وييو) قد حققا نجاحاً كبيراً وحازا على تقدير الجالية في المدينتين، غير أن خالد أشار إلى حفل قوانزو هو الأجمل بين حفلاته الثلاث، وكان منتصر عبد الرحمن سكرتير الجالية قد قدم كلمة باسم ابناء الجالية، وقدم فيها الشكر لخالد الصحافة، والعازف الفنان اسماعيل على زيارة قونزو، وأحيا حفلة فيها، وقال إنها مناسبة سعيدة، وستكون حافزاً لمزيد من اللقاءات والحفلات التي تجمع أبناء الجالية، وتقوي من روابط العلاقات بينهم، ويذكر أن في قوانزو عدداً كبيراً من أبناء السودان وعدداً غير قليل من الأسر السودانية التي تقيم في المدينة، وينتظم أبناؤها في عدد من المدارس الأجنبية-غير الصينية- التي تُتيح لهم فرصاً مناسبة لتعلم اللغات العربية والانجليزية جنباً إلى جنب مع اللغة الصينية.. وهناك عدد كبير من الطلاب السودانيين يدرسون في العديد من الجامعات الصينية على إمتداد الصين.. ويعمل غالبية السودانيين في جنوب الصين في التجارة، وخاصة هنا في قوانزو، والعديد لديهم مكاتب خاصة للعمل التجاري، وجميعهم صورة مشرفة للسودان في تعاملهم وحسن أخلاقهم.. ويفد إلى المدينة عدد كبير من التجار من شتى أنحاء العالم، ولكن العرب والأفارقة يشكلون النسبة الأعلى بين التجار ورجال المال والأعمال.. ويحتاج السودانيون هناك إلى مزيد من التعاون في مجال الأعمال، وليتهم فكروا جدياً في تأسيس مجلس أعمال لرجال الأعمال السودانيين ونظرائهم الصينيين، أسوة بالاخوة السوريين الذين لديهم مجلس فاعل وناجح في الصين.. ولعل المجلس يفتح لهم مجالاً أوسع للتجارة بين البلدين، ويوسع من قنوات التعاون مع نظرائهم الصينيين، ومنحهم فرصاً أكبر في مجالات التجارة المختلفة، خاصة أن علاقات السودان والصين ممتازة في المجالات كافة. وزيادة: كنت قد أشرت إلى أنني شاهدت مباراة فرنسا والارغواي من شاشة إلكترونية في سيارة تاكسي، ولكن الأخ عثمان عمران أضاف أنه شاهدها في المترو، وأضاف الطيب مناع أنه شاهدها من على شاشة جهاز الموبايل، وهي خدمة تقدمها (تشاينا موبايل) لعملائها المميزين.. وهذه الزيادة مني هي كسرة على طريقة إستاذنا الدكتور عبد اللطيف البوني.. مع خالص التحايا لكم جميعاً، ولبعض الأخوة الأعزاء الذين ظنوا أن ما ذكرته ضرباً من الخيال..!