ما رشح حتى الآن حول التشكيل الحكومي(الاتحادي) القادم والذي يتوقع أن يعلن خلال، يؤكد ما ذهبت إليه قبل أسابيع في هذا الباب، بأن التشكيل لن يأتي بجديد، ولن يتجاوز منهج التنقلات القديم الذي عهدناه بنقل الوجوه من وزارة إلى أخرى، والذي يصعب تجاوزه في ظل وجود الدستوريين في مطابخ القرار أو قريباً منها مؤثرين فيها، وتؤكد هذه الحقيقة ما رشح أمس وطالعناه بالصحف هو تنقلات أعادت د. عوض الجاز من المالية إلى رئاسة مجلس الوزراء التي كان قد تولى حقيبتها من قبل، والمدهش أن الإعادة تأتي بالرغم من أن د. الجاز قد أثبت أنه من أفضل وزراء المالية الذين مروا على الحقيبة الصعبة، ما أحدثه فيها من ضبط وقوة أداء وقدرة على تجنيبنا آثار الأزمة المالية العالمية التي عصفت بدول كبرى، والذي لا نجد مبرراً لانتقاله منها إلا رغبة النقل لمجرد التنقل بلا منطق، والتي أعادت د. عبد الحليم المتعافي إلى وزارة الصناعة التي كان يتولاها قبل أن ينتقل منها لولاية الخرطوم، ومعروف أن د. المتعافي لم يقدم فيها شيئاً يعيده اليها، وكذلك نجد التشكيل قد أعاد عبد الجبار حسين وزيراً للدولة بوزارة الزراعة، برغم تعثره في مشروع النهضة الزراعية الذي يتولى أمانته العامة، كما تم في التشكيل نقل علي كرتي من الخارجية للعدل، أو بالأحرى أعيد لها، وهو من الوزراء الذين سيبكيهم العاملون بالخارجية كثيراً، لما ظل يقدمه لهم، وبالمثل أعاد عبد الباسط سبدرات إلى القصر مستشاراً قانونياً للرئيس، أما الطامة الكبرى فهي إعادة د. أحمد المجذوب لوزارة المالية وزيراً اتحادياً بديلاً للجاز، بعد أن أُبعد عنها من قبل، عندما كان وزير دولة بها، كما لا جديد في تولي د. المعتصم عبد الرحيم وزارة التربية والتعليم د. بابكر نهار لوزارة البيئة والتنمية العمرانية، مع ترفيع أسامة عبد الله بتوليه وزارة الطاقة والسدود، وهذا التشكيل إن صدق كله، وهو جائز في ظل المعطيات أو تم إجراء تعديل طفيف فيه في آخر اللحظات من جراء عملية جس النبض التي دفعت المصادر إلى تسريبه، فإنه لن يتعدى التنقلات التي جعلته يخلو من المفاجآت التي تبعث الأمل بدخول وجوه جديدة كثيرة نتوقع أن تضيف شيئاً. آخر الكلام: عندما سئل وزير الثقافة والإعلام بولاية نهر النيل لمدة (8) سنوات الأستاذ محجوب محمد عثمان عن مدى رغبته في الاستمرار في وزارته قال: إنني إن عدت ساكرر نفسي، ولن أضيف جديداً، بحسبان أن ما اخفقت فيه لن أجد له حلاً، وما وجدت له حلولاً أنجزته، وقد صدق الرجل فهل العائدون إلى مواقعهم السابقة سيأتون بجديدأن صح التشكيل الذي رشح؟،.. دعونا ننتظر ونرى، والأمل أن يكذب التشكيل القادم ظنوننا في النظرة الأخيرة لطباخته قبل توقيع الرئيس عليه، حتى يأتي بالجديد الذي يبعث الأمل من الجديد.