حفلات التخرج من المدارس أو الجامعات السودانية، التي تتخللها فواصل اغنيات، تعبر عن أمنيات الخريجين وأسرهم، تكاد لا تخلو من لفظة الأم، أو الوالد، بجانب مكانة الوطن، التي تتسع لها قلوب أبنائه، والمفردات الرصينة «وطنا الباسمك كتبنا ورطنا.. أحبك ملاذ، وناسك عزاز.. أحبك حقيقة، وأحبك مجاز».. ومقاطع «يا أمي، الله يسلمك، ويا أغلي الحبايب، أبوي إن شاء الله لي تسلم، وسيل الوادي المنحدر». «آخر لحظة» أجرت استطلاعاً وسط الخريجين، ومغزى دلالات الأغاني، والمقاطع التي يفضلها البعض، عند زفة تخرجه، وماذا تعني بالنسبة له، بما تحمله من شهامة أو عاطفة أو أحلام وطن شامخ. عمر إحساس، البابلي أغنيات للأم والحبيبة أغنية «حبيبتي يا أمي» للفنان حمد البابلي، لها شعبية كبيرة، وسط الخريجين، حيث تقول سليمى آدم، خريجة علوم الطيران: إنها أجمل هدية لوالدتها عند التخرج، ولم تنس سليمى دور والدها، فاختارت له أغنية «أبوي إن شاء الله لي تسلم» ومن ذات الكلية، تقول نادية ضوين، أنها تفضل أغنية دعوتك يمه، فيما قال ياسر خير الله، خريج كلية الطب، جامعة الزعيم الأزهري أغنية «أعزّ الناس» للفنان وردي، باعتبارها تعني كل عزيز، بمن فيهم الوالدان والأهل. ومن آداب الخرطوم يقول أبو عبيدة عبد الحميد- طالب- بأنه في تخريجه، سوف يكون حريصاً على وجود لفظ الأم والأب في الأغنية. أمي ثم «أمي حتى آخر يوم في عمري» هي أيضاً من الأغاني المشهورة في حفلات التخريج، رغم أنها عربية، تخرج بها بانقا عبد الرحمن، من هندسة السودان، بالإضافة إلى أغنية السيرة «أب كريك في اللجج» لقيمتها عند السودانيين. أما محمد أبو علامة، خريج، فقد أكّد أن للرياضة وجوداً في مثل هذه المناسبات، إذ تخرج بأغنية «الذوق والفهم في الهلال» يلاحظ أنّ بعض الطلاب يختارون الأغاني الشبابية أو «الهابطة» لا لشيء سوى أنها تجعل من مسرح الحفل مكاناً للضجيج والرقص والصفير، حيث يتفاعل معها معظم الموجودين بالمسرح. ويلاحظ أيضاً أنّ هناك وجوداً كثيفاً للأغاني العربية والغربية، خاصة موسيقى الروك والجاز. أما الأغاني السودانية المشهورة، غير تلك التي تمجد الوالدين، فهناك أغنية لو أعيش زول ليهو قيمة، أسعد الناس بوجودي، وأغنيات السيرة، مثل النعيم ود حمد، وعصار المفازة، وغيرها من أغنيات السيرة المشهورة. محمد إبراهيم، من رفاعة- طالب- ذكر أنه سيجعل من وتر البطانة، أغنية لتخريجه، وتمنى ألاّ يكون قد سبقه أحد على هذا؛ لأنه فعلاً يمثل حالة نادرة.