ضمت حكومة ولاية النيل الأبيض حسب اختيارات الوالي يوسف الشنبلي ثلاثة أسماء يتوقع بزوغ نجمها في مقبل الأيام والليالي، أول تلك الأسماء الأستاذ حافظ عطا المنان وزير المالية.. وحافظ اسم له رنين وبريق، منذ سنوات طويلة الرجل قابض على مفاتيح القرار المالي بوزارة المالية، كان قريباً من منصب وزير الدولة بالمالية لولا طبيعة وزارة المالية التي لا تحتفي بأبنائها.. يأتي إليها وزير متخصص في زراعة الفجل وآخر متخصص في الهندسة المدنية، ولكن أولاد المالية يتم إبعادهم من المبنى داكن اللون ظاهره قبيح وباطنه جميل!! وحافظ عطا المنان ظاهرة لإنسان ينتمي لأكثر من ولاية.. نصف حافظ عطا المنان من كردفان ونصف آخر من القراصة، حيث مسقط رأس الشهيد القرشي، لكن حافظ لم يحسب على جنوب كردفان وقرية السنجكاية التي ولد فيها، ولا النيل الأبيض وكان أقرب لأم درمان وثقافة الوسط العاصمي، تجاوزته الترشيحات كثيراً وأخيراً اكتشف الشنبلي وجوده في المالية الإتحادية فلاذ به لإنقاذ حال ولاية لا يسر عدواً أو صديقاً، ولاية غنية بمواردها وفقيرة لحد المسغبة!! الطيب محمد أحمد الشهير بالطيب الجزار، وزيراً للتخطيط العمراني.. والجزار شخصية تفرض عليك احترامها وتقديرها.. رغم مريخيته الصارخة فإن الرجل حينما كان ضابطاً في جهاز الأمن عرف بعلاقاته الواسعة في الوسط السياسي والاجتماعي والإعلامي، وحينما أسندت إليه مهام الملحق بالسفارة السودانية بالقاهرة برزت مواهب الطيب الجزار وكان منزله قبلة للسودانيين ليعود من سنوات السفارة والعمل الخارجي بلا رصيد في البنك أو عمارة في وسط الخرطوم مثل الآخرين، لكنه كسب حب الناس.. من القاهرة على عيّن اللواء الطيب في الفاشر قريباً من قصر السلطان وبعيداً عن أضواء الإعلام فنسج علاقات في الوسط الدارفوري جعلته أقرب موظفي الحكومة لمزاج أهل الفاشر، وتعيين الجزار وزيراً للتخطيط في النيل الأبيض بمثابة كسب كبير لحكومة الشنبلي لكن ماذا سيفعل اللواء الطيب، هل يخطط أراضي ود الكريل والمحريب في أقصى شمال الولاية كمدينة بديلة للذين ضاقت بهم الخرطوم.. أم يعيد النظر في مشروع الوالي عبد الرحمن نور الدين حينما فكر في قيام مدينة صناعية على حدود النيل الأبيض وولاية الخرطوم التي اكتشفت خطورة عبد الرحمن نور الدين فأبعدوه من الولاية وتم (تقريشه) في لجنة الخصخصة حتى تتم إشانة سمعته في أوساط المؤسسات التي تتربص بها لجنة الخصخصة!! النجمة الثالثة في حكومة الشنبلي تم وضعها في أكثر مدن السودان اتساخاً وقذارة وهي مدينة كوستي التي تمثل صورة قبيحة جداً لبحر أبيض من حيث الأوساخ والقمامات والطين والباعوض والمجاري والذباب، وكلما زرت كوستي تذكرت الشاعر الدكتور محمد الواثق الذي يعلم الكافة ماذا قال عن كوستي!!.. وتعيين العقيد أبوعبيدة العراقي معتمداً لكوستي أفقد الشرطة وكتيبتها الإعلامية قلماً وصوتاً وعقلاً إعلامياً يصعب تعويضه، لكن ربما قدر ودبر سعادة الفريق محمد عبد المجيد بأن الشنبلي لا يرد له طلب وكوستي تستاهل العقيد العراقي. وأول همس في أذن العراقي أن يتفقد كافتيريات المدينة المطلة على شارع الأبيض، حيث تعيش تلك الكافتيريات على عائدات دورات المياه (قضاء الحاجة)، في كوستي بجنيه واحد.. وفي حالة عدم الدفع أقض حاجتك في العراء!!.. فكيف الحال يا سعادة الشنبلي.