كثرت في الآونة الأخيرة القنوات الموجهة للأطفال بصورة خاصة التي تعمل على مدار (24) ساعة وتقدم من خلال بثها العديد من البرامج والمسلسلات المختلفة التي استفاد منها الأطفال كثيراً واصبحت متابعتهم ومشاهدتهم لها على مدار اليوم ولكن المشكلة تكمن في تأثرهم بها وبأبطالها بصورة سلبية، فقبل أيام انقذت العناية الألهية طفلاً في العاشرة من العمر من موت محقق عندما سكب البنزين في فمه وأشعل ثقاباً من الكبريت مقلدًا أبطال فرقة العدالة - حسبما يشاهد في قنوات الأطفال (اسبيستون)- والذين ينفثون النار من أفواههم . ونقل على أثر ذلك للمستشفي حيث تم اسعافه.. (آخر لحظة) في قرع لناقوس الخطر جراء تأثر الأطفال بمثل هذه المسلسلات ،استطلعت عدداً من الأسر لمعرفة مدى تقليد أطفالهم لشخصيات برامج الأطفال فكانت هذه الحصيلة:- في البداية ذكرت الأستاذة مريم ان ابنتها تبلغ من العمر خمس سنوات وتتابع قنوات الأطفال بصورة مستمرة وتأثرت بشخصية (هانا مونتانا) التي تقوم بوضع مساحيق التجميل على وجهها، وأصبحت تقلدها حتى في طريقة رقصها طوال الوقت حتى ان مشرفتها في الروضة أخبرتني بعد أن سألت ابنتي عن امنيتها في المستقبل فقالت لها أريد ان أصبح مغنية مثل (هانا مونتانا)، فنصحتني المشرفة بضرورة ابعادها عن التلفاز وأن أحضر لها الأطفال والدمى (العروسات) حتى لا تتأثر شخصيتها مستقبلاً بنموذج ليس من بيئتنا. الأستاذ أحمد فهمي قال إن ابناءه طلبوا منه ان يحضر لهم أقنعة (باتمان)، ومنذ أن أحضرها لهم أصبحوا يرتدونها طوال ساعات اليوم ويرفضون خلعها من وجوههم، وباتوا في حالة حرب وعراك دائم مع أطفال الجيران واصفين الأطفال الآخرين بأنهم قوى الشر بينما هم مكلفون من قبل باتمان الكبير بمحاربة تلك القوى. قصة ماسأوية حقيقية حكاها لنا الشاب معاوية حيث قال بأنه ومعه مجموعة من أصدقائه عندما كانوا في سن المراهقة كان يتابعون احدى المسلسلات ومعجبين ببطلها جداً ويحرصون على متابعته وبشغف كبير، و كان البطل من ضمن قدراته الفائقة الصعود للأماكن العالية والهبوط منها بسرعة هائلة جداً، فقلده أحدنا بالصعود إلى سطح المنزل وهبط على الأرض جثة هامدة، ومنذ ذلك اليوم هجرنا ذلك المسلسل. الأستاذة مديحة: ذكرت ان تلك الأشياء لم تكن موجودة في السابق وكان الأطفال يقلدون الشيخ الكبير في طريقة لبس العمة والجلوس والكلام والفتيات يقلدن أمهاتهن حيث يحاولن لبس الثوب أو الكعب العالي وينحصر لعب البنات (بعروسة بت أم لعاب) التي كانت تحيكها الأم بعناية والأولاد يلعبون (شليل وضابط وحرامي ودسوسية) لكن التلفزيون والفضائيات أبعدت تلك الألعاب الجميلة وحلت محلها مسلسلات تؤثر في عقول أطفالنا ونحن نجهل ذلك .و أضافت أن هذه المسلسلات بها جرعات عنف وقتل كبيرة تعكس الواقع الذي تأتي منه وعواقب تلك الأشياء وخيمة جداً على الأطفال إذا ما اعتادوا على مشاهد العنف والقتل. اسامة - معلم - ذكر ان التقليد ليس سيئاً فالمسلسلات وأفلام الكرتون والتي تبرز بيئة غير بيئة الطفل تجعله قوي الادراك ويميز بين الشعوب ويتعرف عليهم اذا ما قابلهم في الواقع وذلك من خلال المسلسلات التي تبرز ذلك كذلك يقول إنه لحظ اتقان كثير من الأطفال للغة الفصحى وتخاطبهم بها وذلك لأن هنالك قنوات تتحدث الفصحى وهذا مؤثر جيد. ولكن تبقى المشكلة هي الاختيار الخاطيء للمسلسلات والأفلام وتلك مسؤولية الأسرة والمجتمع.