قصة نوسه حلاتا بتاعة الشيكولاته ليست من تخاريف العبد الفقير إلى الله وانما حكاية مدنكلة عن امرأة سودانية في منتصف الأربعينيات من عمرها المديد، ليست حلوة ولا يحزنون ولكن حتى يجبر الناس خاطرها المكسور أطلقوا عليها في الحي الشعبي العريق لقب نوسة حلاتا، المهم طموح نوسه وذكاؤها المفرط قادها للثراء السريع وأصبحت بين ليلة وضحاها اكبر خبيرة تجميل للعرايس في العاصمة القومية ، ربما يٍسأل زول لميض وقرفان ( طيب كيف الزولة الشينة دي بقت مريشة ) ؟ حكاية نوسه حلاتا بدأت بعد ان انفصلت من زوجها الأول وكان الزوج موظفاً صغيراً خاملاً في الخدمة العامة لا يهش ولا ينش ، ولان نوسه تعشق المغامرة فقد سافرت إلى دولة اوربية وعاشت هناك وعرفت طعم الحياة وتعرفت على أسرار وصفات التجميل بحمام الشيكولاته والحليب بالعسل وعصارة الهندباء البرية ، وعادت إلى السودان وهي تحمل على كاهلها طموحات لإكتساح سوق وصفات (الجمال زي ده) ، بعد عودتها المظفرة إكتشفت ان هناك عطشاً كبيراً من قبل النساء في السودان لكل وصفة تجميل ، حتى وان كانت من مخلفات ابو الدرداق ، وكانت نوسة تحلم بإدخال وصفة حمام الشيكولاته لتنعيم البشرة ، لكن اكتشفت ان مثل هذه الوصفة لن تزيل الحرافيش عن اجساد النساء السودانيات ( وجع ) وأن تطبيق مثل هذا المشروع ، من سابع المستحيلات خصوصا ان تكاليف حمام الشيكولاته على الأجساد الملظلظة والاجسام المعصعصة والناشفة مثل السعن الجاف لن تقدرها عليها اجعص امرأة مريشة في السودان ، لأن تكلفة الحمام في المرة الواحدة يبلغ اكثر من 700 دولار بالتمام والكمال وعندها صرفت النظر عن مشروع حمام الشيكولاته (ساحت راحت محل ما راحت) وهداها تفكيرها وعقليتها التجارية الباهرة إلى الترويج لوصفة ابوال الإبل نعم بول الإبل ، قولوا زي ما تقولوا ، قولوا الله يقرفك يا هبيل أو أي سبة من العيار الثقيل انا رقبتي سدادة، المهم نوسه بنت الجنبة فكرت في أن ابوال الإبل حسب بعض الابحاث الخليجية تعتبر من وصفات تنعيم وتقشير البشرة ومن مكملات إطالة الشعر وجعله يهفهف في الهواء ، وعندما دخلت هذه الفكرة في دماغها بدأت تفكر في كيفية اقناع النسوان ان أبوال الإبل من أفضل كريمات تنعيم البشرة وتطويل الشعر ولم تجد سوى عشه الطرشة فاقنعتها بالفكرة ، ولان عشة كانت تريد ان تتعلق بأي قشة لتبدو جميله وآخر حلاوة فقد ارتضت ان تكون حقل تجارب لوصفة ابوال الإبل ولدهشة نوسه فان عشة اكتسبت بشرة ( رايقة ) وتحول شعرها الاكرت إلى ضفاير تغار منها النساء وعندها أعلنت نوسة عن وصفة التجميل بأبوال الإبل في الفضائيات وانتشرت الوصفة بين العرائس الحالمات بالمنجهة والجمال ونسيت نوسة حكاية حمام الشيكولاته ، المهم لا يزال مسلسل التجميل بأبوال الإبل ساري المفعول حتى إشعار آخر . ويا بخت من لديه بعير فحل أو ناقة صهباء باضت لكم في قفص من الجمال .