من المعروف أنّ الدكتور، كمال شداد، يبني كل قراراته على ردة فعله، إزاء الأفعال التي تأتيه من بين يديه، ومن خلال مشاهداته أو انطباعاته! بناءً على آراء مريخيّة، أكدت أنّ الدكتور شدّاد، ومجلسه، وافقوا على تعاقد المريخ مع الحارس الفلسطينيّ رمزي صالح، لأغراض إنتخابية.. وأنّ الأمر تنازل في إطار تنازلات أخرى، يقدّمها الدكتور من أجل كسب ودّ المريخ والأندية الأخرى، حتى يعود مرة أخرى لمباني الاتّحاد العام بالخرطوم (2). ويقيني لو أنّ الجميع صمت إزاء توالي الأحداث.. لما تحدث الدكتور بكل تلك الصرامة، وأعلن تحويل أمر ضم رمزي إلى المريخ، إلى الجمعية العمومية للاتحاد لتفتي فيه.. وكما هو معلوم أن الجمعية العمومية تأتمر بأمر الرجل ولا يوجد بها من يقول له: لا! ولكن هل يواصل شداد تحديه! حق الوالي في الاختيار بمجرد أن يتقدم الأخ جمال الوالي باستقالته رسمياً من منصبه، كرئيس لمجلس إدارة نادي المريخ.. ويتقدّم لترشيح نفسه نائباً لرئيس الاتحاد العام ..يكون مشواره مع المريخ قد انتهى! وإن كان الوالي قد أعلن تصديه لإكمال مشوار التعاقدات الكبيرة التي أبرمها، من خلال منصبه كرئيس لنادي المريخ ..فهو ما يأتي من قبيل الالتزام الأخلاقيّ تجاه المريخ ..وليس إلزاماً! وفور تقديمه لترشيحه للجلوس بمقعد نائب رئيس الاتحاد العام ..يكون الوالي حراً ..ومتحللاً من كل التزام مع نادي المريخ لحياديه المنصب الذي ترشح له! هذا هو الواقع ..بعيداً عن العواطف ..وهتافيّة التعبير..وما يوزاي هذا الواقع، هو أنّ للرجل تأريخاً ناصعاً، بمسيرة نادي المريخ لا يمكن أن تلغيه قناعات خاصة ..وله مطلق الحرية في اختيار مساره الذي يشعر أنّه يستطيع أن يقدم الكثير للرياضة السودانية، من مقعد آخر غير مقعد رئاسة نادي المريخ! و لا يعني جلوس الوالي بمقعد نائب رئيس الاتّحاد العام إلغاء كل إنجازاته، وتأريخه مع المريخ ..فالشمس لا تحجب بغربال! وبذات المنطق، علينا أن نشيع كل من يخرج من المريخ، ويتّجه إلى مجال آخر بعبارات السخط ونلغي كل تأريخه! من حق الوالي اختيار وجهته المقبلة، ما دام قرر الخروج النهائيّ من الديار المريخية ..وعليه أن يختار حلفاءه، مهما اختلفنا معهم، أو اتفقنا عليهم، وبعيداً عن حسابات التعصّب الضيقة. رجال المريخ الأوفياء ..ومحبّوه الحقيقيّون، لن ينسوا للوالي صنيعه الطيب مع المريخ، بل ستكون سنواته الست ..هي الأميز بتأريخ النادي الطويل، إلاّ أن يأتي آخر من رحم الانتظار يضيف إلى ما قام به ..ليبقى هو موقد جذوة التطوير بالنادي العريق. الفريق ..رئيسا رشح الوالي الأخ عبد الله حسن عيسى، ليكون خلفه المناسب على مقعد رئيس نادي المريخ ..ولعمري هو اختيار صادف أهله ..ولن نزكّي الرجل ..فهو من خيرة أبناء النادي! وسعادة الفريق عبد الله حسن عيسى، كفاءة إدارية عالية ..ويكفي أنه الآن يمسك بأهمّ ملفّ اقتصاديّ بالبلاد ..بجلوسه على مقعد مدير الضرائب ..وهي كما نعلم عظم إيرادات الدولة، وعليها تقوم كل موجهات الصرف! لن يعجز سعادة الفريق بما أوتي من قدرات إدارية عالية ..وحكمة في إدارة الأزمات ..وحسمه الحاضر لكلّ القضايا العالقة، أن يدير نادي المريخ بذات الكفاءة التي أداره بها الأخ جمال الوالي! أمّا المشكّكون في قدرات الرجل ..وهم أقلّ قامة من تقييم شخصيّة مثل شخصية الفريق عبد الله حسن عيسى..فهم يهرفون بما لا يعرفون!