دخلت إلى أحد المحلات التجارية صباح أمس، وبينما أنا في أخذ ورد مع البائع كعادة كل النساء.. وقفت إلى جواري امرأة.. وسألت عن سعر إحدى السلع.. ولفت الصوت انتباهي فالتفت لأرى صاحبته.. وكدت أحلق بجناح الذكرى والحنين حيث تركنا مقاعد الدراسة.. فالمتحدثة كانت إحدى معلماتي العزيزات.. ولا يمكن أن أصف شعوري وحبي وتقديري في حينها... رجعت إلى المنزل وفي داخلي كلمة كبيرة اسمها الشكر.. فهو معنى لطيف محبب إلى النفس.. يدل على التقدير والإمتنان.. وعلى رهافة صاحبه، وإدراكه لمعنى الجميل مهما كان حجمه.. وللشكر صور متعددة أكبر وأعمق من كلمة «شكراً».. ولأننا أفضل خلق الله تعالى.. فقد مَنَّ علينا بكثير من النعم والتي لا تحصى وتستحق أن نؤدي شكرها.. أكبرها وأعظمها نعمة «الإسلام».. فتخيل لو أننا ولدنا لأبوين من عبدة النار.. أو الأوثان.. أو خلافه.. إن نعمة أن نكون مسلمين من الأمة المحمدية فضل كبير لا يد لنا فيه يستحق أن نوالي الشكر عليه آناء الليل وأطراف النهار..! أما بقية النعم فإننا فعلاً لا نعرف قدرها إلا إذا فقدناها أو أصابها عطب ولو مؤقت! إن أبلغ تعبير في الشكر قاله «الحسن البصري» عندما سئل عن النعم.. فقال: «شكر النعم يكون بحفظها من المحرمات.. واستعمالها في الطاعات»..! اليوم دعوني أوجه شكري العميق دعاء وامتناناً وعرفاناً بعد الله تعالى لوالديّ رحمهما الله وألحقهما بالصالحين ولكل أب وأم .. تحمل عناء التربية.. وتجرع الصبر.. وضحى من أجل أبنائه بما لا يحصى من تضحيات. ودعوني أشكر كل زوج يعاني الرهق والتعب في سبيل راحة وسعادة أسرته.. واهمس في آذان الزوجات بأن الرجال يتعبون ويكدحون، ويعملون في مجتمع مفتوح مليء بالمكدرات والمشكلات مما يولد ضغطاً عصبياً ونفسياً هائلاً.. يستحق بعدها أن يجد.. كلمة طيبة وشعوراً بالإمتنان بغض النظر عن أن الرزق قليل أو كثير.. فأمره بيد الله.. وأنا متأكدة من أنه لا يوجد رجل أو زوج لا يتعب ويبذل جهوده في سبيل زوجته وأسرته! وقد أوصى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالطاعة والشكر للزوج ورهن دخول الجنة برضى الأزواج.. كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «أول ما تسأل عنه المرأة يوم القيامة صلاتها ثم زوجها..». فكلمة شكراً والله ما قصرت.. جزاك الله خيراً.. مصحوبة بالدعاء.. حافز لمزيد من العطاء.. وقد آن الأوان لتعي كل الزوجات معنى احترام وتقدير الزوج..! فالتوعية موجودة في كل مكان.. ووسائل الإعلام بكل صورها مقروءة.. مرئية ومسموعة متاحة للجميع.. فلا عذر للجهل!.. والزوجة أيضاً تستحق الاحترام والتقدير والشكر.. فأداء الواجبات أيضاً يستحق الشكر كدافع معنوي تحتاجه المرأة إثراءً لعاطفتها.. وإذكاء لروح المبادرة والعطاء! في هذا المقام أتوجه بفيض من منن، وأرتال من المحبة والشكر.. لكل من علمني حرفاً... ولكل من ساعدني وقدم لي معروفاً في كل حياتي المهنية! وشكراً لمن تعلمت منهم بعض فنون الحياة.. حتى ولو كنت لا أعرفهم..! شكراً جزيلاً لأصدقائي.. ولأساتذتي الكتاب والصحفيين.. فأنا كل يوم أدرك حجمي بالضبط عندما أقرأ لأي واحد منهم حرفاً.. وأفهم تماماً درس أن احترم وأتعلم منهم!شكراً لكل من يستحق الشكر حتى «لمديرة منزلي».. وكل من عملت معي.. فلقد أزحن عن كاهلي أعباء جسام ما كنت لأستطيعها وحدي! زاوية أخيرة: شكراً حتى للجاحدين.. والظالمين..المغتابين والنمامين.. فقد حضر رجل للإمام الشافعي رضي الله عنه وقال له: «إن فلاناً اغتابك!.. فأرسل له طبقاً مليئاً بالعجوة الجيدة.. فاستنكر الناس ذلك.. فرد عليهم.. وقال أردت أن أشكره بشيء بسيط.. لقد أهدى إليّ حسناته وأحببت أن أرد جزءاً من هديته»!