انتهت أمس المباحثات المشتركة بين وفدي السودان ودولة الجنوب باتفاق على تسوية القضايا الأمنية الشائكة وبحثها بالتفصيل في اجتماع للجنة السياسية الأمنية أقترح التئامه في الثلاثين من مارس الجاري بأديس أبابا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العبيد مروح ل"الأحداث" إن كبير مفاوضي دولة الجنوب باقان أموم وبمعيته كل من دينق ألور ووزير العدل جون لوك اجتمعوا أمس الى وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين ومدير جهاز الأمن محمد عطا المولى ووزير الداخلية إبراهيم محمود حامد؛ لبحث الملف الأمني لإعطاء الثقة وقوة الدفع اللازمة للملفات المنتظر وضعها على طاولة قمة الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت، والتي يسبقها التئام اللجنة السياسية الأمنية المشتركة. واعتبر الطرفان الاجتماع مدخلا جيدا لمعالجة القضايا العالقة برمتها، وبحسب مروح فإن الاجتماع اتسم بصراحة بالغة. وأكد كل طرف للثاني إدراكه بكل التصرفات التي يقوم بها بما يستلزم الجلوس بشجاعة لمعالجة الخلافات على خلفية نذكرة التفاهم الموقعة في فبراير الماضي، منوها إلى أن مشاورات الأمس كانت مهمة جداً للانطلاق صوب المعالجات الأمنية في اجتماع أديس المرتقب وعقد الوزراء النظراء في كل من الشؤون الانسانية والنفط والعدل مباحثات مشتركة للحوار حول الملفات العالقة. وكان رئيسا وفدي رسما صورة زاهية لمستقبل العلاقات بين الدولتين. وأكد باقان أموم في مؤتمر إذاعي أمس أن القمة المقترحة بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت كانت مبادرة مشتركة من وفدي التفاوض لتغيير التوجه الحالي، ونقل الدولتين لمرحلة مختلفة يبتعد فيها الطرفان من حالة فقدان الثقة إلى ابتدار طرق جديدة لخلق الثقة وتبديل منهج التفاوض من "المواجهة والصراع " إلى "الشراكة "، مشيرا إلى أن أجندة القمة ستتركز حول مواصلة التفاوض فيما تم الاتفاق عليه من قبل الطرفين في أديس أبابا، وأقر باقان بأن الجولات التفاوضية السابقة كان يدخلها الوفدان بعقلية "الصراع"، وعد ما تم في أديس أبابا مؤخرا من تغير لموافق الجانبين "انقلاباً". وأوضح باقان أنهم ووفقا للمنهج الجديد قرروا ترك التخندق في المواقف الخلافية والبعد عن المواجهة بتحويل الوفدين المفاوضين إلى "تيم" تفاوضي واحد بإقرار أن القضايا الخلافية التي يتحاور حولها الطرفان مشتركة، وكشف باقان أموم عن تخلي الطرفين من الوساطة عقب انتهاج طرق جديدة للتفاوض يتحمل فيها الطرفان المسئولية. وزاد "القضية الآن لا تحتاج لوساطة". وكشف رئيس الوفد التفاوضي للسودان إدريس عبد القادر عن بدءِهم مشوار إعادة العلاقات بين الطرفين عقب الاجتماع التي دخلها الوفدان أمس واتفقا خلالها على ضرورة مطالبة الإعلام بالمساعدة في إنهاء الخلافات بالبعد عن التصريحات المثيرة وتكوين لجنة مشتركة بين وزير التجارة في البلدين للنظر في التجارة بعد تحسن الأوضاع الأمنية على الحدود، بجانب التشاور حول تشكيل اللجنة الوزارية بين وزير داخلية البلدين لترتيب أوضاع مواطني البلدين مع تكوين لجنة أمنية أطلق عليها اسم "اللجنة الأمنية للأمن المتكامل للبلدين"، والتي ستقوم بعقد اجتماع "أمس" برئاسة باقان أموم مع قادة الأجهزة الأمنية والشرطية تمهيدا لاجتماع تلك اللجنة قبل انطلاق القمة في الثالث من أبريل.