قلنا إن الرشيد يعمل بدكان والده تسلط عليه حسبو وأقنعه بأن يستخرج سلفية من البنك، باباً للثراء وأكل قروش الحكومة التي لا تسترد – وقد كان.. ذهبا سوياً للبنك، وتتواصل الحكاية: يا زول متحير مالك والله يا اللخو داير زول عندو بطاقة بسيطة إنت عندك بطاقة أيوا خلاص أضمني وأنا بضمنك ومن هنا بدأت قصة أخرى أهي ليلة القدر أم فأل حسن أي أقدار تلك الذي جاءت ب ........... معليش الاسم الكريم منو أنا ودعمك أحمد اللبيخ – لكن أظنك أول مرة تجي البنك المهم لو عايز أي مساعدة نحن جاهزين. لم يكترث الرشيد للأسئلة ولا للاسم ولا كل حمول الدنيا بس السلفية تطلع. أخرج بطاقته ومعها ذرات رمل تسللت الى ثنايا المحفظة واتكأ على حاجز أسمنتي قصير اتسخت حوافة من تزاحم الأيدي عليه. قت لي اللخو منو أحمد – أحمد اللبيخ وفعلاً الجنسية بياناتها مطابقة أحمد محمد عمر أحمد اللبيخ واسم الوالدة البتول حسب الرسول عثمان اللبيخ. ترك الرشيد ذاكرته وبطاقته وقلمه وهرول نحو شباك المعاملات يا زول إنت نسيت حاجاتك دي قالها اللبيخ وهو يقف وراء الرشيد ويسدي له النصائح والرشيد في دنيا أخرى تماما. اكتملت المعاملة بأسهل مما تصور ويده التي ترتجف تتحسس كيساً يحوي تلاتة مليون بالتمام والكمال. بداية هواء شتاء كاد أن يسقط بطاقية الرشيد في الماء والبنطون يدير ظهره للشريك انتبه الرشيد أنه لم يودع الراجل (الضكران) أحمد ---- أحمد منو؟؟!!! لم يتذكر سوى أحمد وشارب كثيف ولحية نبتت بإهمال. لا يهم معاملته انتهت وكيسه تحت قبضته وفي سوق الأربحاء (الأربعاء) الشهير شرب الشاي ويمم شطره صوب أهله والسلفية لم تنقص إلا مية عثمان وشوية فكة. وصل الرشيد الى سوق البلدة الشهير تتناوشه الهواجس والأحلام والآلام سدد ما التزم به لحسبو وقذف ببقايا كيس الصعوط واشترى آخر ولفه في ورقة فلسكاب لزوم الأناقة واستعداداً للعهد الجديد فالرجل أضحى مليونيراً والزمان مطالع التسعينيات لم ينسَ أن يغشى الجزارة. اتنين كيلو بالله الكراع القدامية ولو زادت مافي مشكلة وصاحب الجزارة الشهير بسخريته – اوووه الجماعة ظهروا لم يكترث الرشيد لكن حتى مشيته تغيرت وخطواته تأرجحت ما بين الكبرياء والثقة وسلامه أيضا – كيف تمام. وصل البيت ويا ليته لم يصل!!!! استقبلته أمه بالباب حدقت شذراً في الأكياس، دارت بها الأرض لا حول ولا قوة إلا بالله أوع تكون مشيت بنك السجم والرماد تلجلج الرشيد حرمان عليك شيل حكري ولبن شطري وما عافية منك دنيا ولا أخرة كان عتبت البيت بي سجمك دا . العبارات حاسمة وقاطعة. جف حلق الرشيد وتيبس لسانه وجحظت منه العيون فالتلاتة مليون تذكر فجأة أنها صارت اتنين مليون وتلتمية وأربعين فقط لا غير وانخرطت الأم في بكاء مرير بعد دا التعب والشقا كمان داير تأكلنا حرام يا خسارة يا خسارة كمان كبير أخوانك. بغير سابق وعد ظهر الخال ورجل القانون السابق. كدي أهدي شوية هسع يرجع كيف والواطة مغارب يطير إن شاء الله بس يرجع القروش لكن .!!!! لوية تلوي خشمك كمان عندك لسان تنضم. وكان الحل أن يستلم الخال القروش وبكرة مع صباح الرحمن يرجع الرشيد البنك وأن تبيع الأم خروف الضحية وخاتم ريال الدهب المتوارث لتسديد الفرق. لم ينم الرشيد ليلتها. ووقف الرشيد أمام مدير الفرع وأودع المبلغ كاملاً وأخذ نفساً عميقاً لتبدأ الحكاية من جديد . تنويه مهم اتصل إدريس من منسوبي بنك الشريك محتجاً ومعاتباً مذكراً أن للبنك أياد بيضاء على المنطقة بأسرها.. نحن لا ننكر ذلك ولكن بالمقابل هناك كثر بالسجن لتعثر السداد ولهشاشة الضمان والحكاية برمتها كما أشرنا في مقدمة الحلقة الأولى أنها من حقول التراجيكومدي درامي قصدنا أن نعالج به بعض من معاملات تفشت في استسهال المال العام وصونه وحرمته. وبحول الله نواصل وهذا وتصبحون على حب وسلام.