يسميها البعض مدرسة التراجيكوميدي أو الكوميديا السوداء، إنها يا سادتي قصص واقعية بطلها أخونا الرشيد، أما من هو الرشيد بالله عليكم لا تسألوني لكنه من بني جلدتي بشحمه ولحمه زعيم في قومه في بلاد من أحب البلاد الينا، ساقه حظه ذات صباح إلى مباني البنك الزراعي الذي نصب خيامه في غفلة من ليل بهيم بمنطقتي الشريك وأبوحمد. والرشيد ليس بدعاً من الشباب فالكثير منهم ألقى معول العرق الحلال وأدار ظهره للحواشة وقذف (بالملفلة) في أم يافوخ اللستر ولبس جلابية الجمعة والمناسبات ووقف في صف السلفيات -والسلفيات سادتي خشم بيوت حتى وصلت الآن مرحلة أن تبيع ست البيت أغنامها لنفسها – آي والله العظيم!!!!!- مش قروش حكومة في ستين داهية. الرشيد هذا كان يدير دكان الوالد الراحل في أمان الله ولكنه قبل أن يكمل – دردمة – السفة داخل كيسها حاشراً إياها في ركن قصي، دخل عليه حسبو: يا الرشيد كدي جيب سفة والله إلا تحت الباقي كان جيت قبل شوية كان اتقسمنا دي أها يا خوي أنا الليلة ماش الشريك سلفية كااااربة نبحبح وبعدين فراجه فوق لكن الضمانات وين والورق يا زول ضمانات شنو والله القى زي بابور أبوك دا إلا أحلب ليك البنك دا أعدمو القرش أها ونرجعا كيف إنت مغفل متين شفت ليك قروش حكومة برجعوها وبعدين قاليك جماعتك ديل أصلاً عاوزين يدو الناس قروش لكن بطريق غير مباشرة كمان كان ربيت ليك دقينة تميت الناقصة. قذف الرشيد بالسنجة على الميزان وبسرعة أذهلت حسبو قفل الدكان بغير رجعة. يا زول بنلقى مركب (قالها وهو يلملم كل مافي الدرج). اللوري داك ماشي وصل حسبو بالرشيد سالمين الى الشريك، في إحدى القهاوي ذات المقاعد الخشبية القديمة وهما يشربان الشاي المتدفق جزء منه في صينية ألمونيوم بهت لونها أخرج حسبو من جيب الجلابية الواسع والمتسخة مداخله بأكثر من باقي الجلابية فايل. تلاتة مليون كويسة يا زول تمام حرم كان داير مية أطلعا ليك من الجماعة ديل بس حق الشاي حدق الرشيد ببلاهة في الفايل المطوي من فرط الإمساك والتداول أبشر بالخير أصلو مافي عوجة خلاص دي أوراق جاهزة حقت سلفية خرطوش وأنا ماشي أبوحمد عشان أطلع سلفية من هناك نسدد بيه قسط من سلفية ديل – والله الجماعة ديل تعبونا يا خي أتقول مطلعنها من جيبن – بس يا الرشيد أول ما تستلم ما تتلوم لي في الجماعة بيجيك واحد اسمو عثمان أديهو مية وأنا ما داير حاجة بس عليك الله مصطفى طاحونة داير مني تلتمية أديها ليهو وأول ما أستلم برجعا ليك. تفحص الرشيد الورق وصدره باسمه رباعيا لكن بعدما لوح حسبو بيديه مودعاً وهو يقفز برشاقة ملقياً بنفسه داخل قطر البضاعة سلحفائي المسير – يا جماعة أنا ما نسيت الضامن وهسع شريك دي ما بعرف فيها زول. لملم الرشيد أطرافه وزحف نحو البنك وضجت دواخله بأحلام وطموحات ومخاوف وآلاف الأسئلة وشعر بحاجة جارفة بأن يعبئ جوفه بملء علبتي صلصلة ماركة البستان مربوطة بسلك صدئ الى حواف سببيل في قارعة الطريق. عموماً وصل الرشيد إلى فناء البنك والمحشود بالجلاليب بطواقيها وقليل من عمائم وشيء من بناطلين شحيح. ونواصل بحول الله هذا وتصبحون على حب وسلام