يبدو أن هنالك بالفعل أيادٍ خفية ما، تعبث بملف الثروة الحيوانية بين السودان ومصر، فلم يمر شهران أو ثلاثة أشهر إلا ونسمع عن أن مصر حظرت دخول الماشية الحية من السودان لتأتي مرة أخرى وتنفي ذلك ليعود ويتكرر ذلك السيناريو بحظر دخول الجمال السودانية المستوردة من السودان إلى مصر بحجة محاصرة مرض الحمى القلاعية ليأتي وزير الزراعة المصري مرة أخرى ويستثني الجمال من قرار الحظر بمرور (24) ساعة فقط من قرار إيقاف نقل الجمال السودانية من المحجر البيطري بشلاتين إلى أسواق المحافظات المصرية. ولعل الايادي الخفية التي كانت وراء إيقاف دخول اللحوم السودانية حية كانت أو أي نوع من أنواع الثروة الحيوانية لمصر ما زالت تعبث مرة أخرى. ولعل دخول اللحوم السودانية لمصر خلق نوعا من استقرار أسعار اللحوم في مصر فضلا عن جودتها. ولعل هذا لا يرضي أعداء ومنافسي السودان الذين سعوا من خلال نفوذهم في حكومة مبارك من أن يمنع دخول اللحوم السودانية لمصر لفترة دامت أكثر من (20) عاما، والشاهد مصر تعتبر أكبر سوق بالنسبة للسودان إذ تبلع احتياجات مصر من اللحوم (800) ألف طن في العام، وأن ما يقترب من 100% من صادرات الللحوم السودانية هي لمصر، والشاهد أن الحكومة بعد أن خرج البترول من موازنتها أيقنت تماما بأنه لا مفر من سد العجز غير تطوير الصادرات وبخاصة صادرات الثروة الحيوانية وهذا ما يجعل الأعداء يحيكون المكائد لأن يخرج السودان من أكبر سوق له الامر يتطلب من الحكومة والقائمين بأمر ملف الثروة الحيوانية أن يحسموا التفلتات وأن يضعوا حدا لتقلبات مصر حيال اللحوم السودان بحيث تكون هنالك اتفاقيات واضحة وملزمة للطرفين، وألا يجعلوا الشائعات والطامعين يعبثون باسم السودان وبسمعته خاصة وأن المرحلة لا تتطلب التهاون أو التساهل. ويؤكد رئيس شعبة مصدري اللحوم ونائب الأمين العام لغرفة المصدرين دكتور خالد المقبول أن هنالك صراعا حادا على اللحوم والثروة السودانية عموما لدخولها السودان. وقطع خالد بأن السوق المصري كان يسيطر عليه بعض النافذين من الحكومة السابقة بأيدٍ من حديد حيث أن اللحوم السودان لم تدخل مصر لأكثر من (20) عاما إلا الجمال السودانية بسبب النافذين من حكومة مبارك، مؤكدا على أنه بعد الثورة في مصر وتطور العلاقات ما بين مصر والسودان وانفتاح وسيطرة اللحوم السودانية على أسواق مصر أصبح مهددا كبيرا لمصالح تلك القوة ما جعلها تبتكر الاحتيال لإيقاف صادرات السودان، وقال إن استيراد مصر للحوم السودانية لم يكن بجديد حيث كانت تستورد مصر من السودان اللحوم المعلبة من مصنع كوستي ويعتبر السودان اكبر مورد لمصر إلى إن جاءت القوة ونتيجة للمتغيرات منعت الصادرات السودانية وحاربتها بشتى السبل والعقبات الفنية أن بدأنا المرحلة الجديدة في ظل الثورة واخترقنا العقبات، وزاد «لكن يبدوا أنه في ظل الثورة توجد أيادي خفية تلعب بصادرات الثروة الحيوانية السودانية خاصة وأن السودان يعول كثيرا على صادرات الثروة الحيوانية بعد خروج البترول من الموازنة العامة، مبينا أن الصراع على الصادرات السودانية موجود حيث اوقفوا منذ فترة المواشي الحية، ومن ثم أوقفوا الإبل ومن ثم استثناؤها، متوقعا في ظل تلك السيناريوهات أن تصبح اللحوم مهددة أيضا بالإيقاف، وأردف «كأنما السيناريو القديم سيتكرر مرة أخرى»، وكشف المقبول بأن مصر فيها مرض الحمى القلاعية، متهمة فيها لقاحات إسرائيلية تعمل على نقل المرض في اتجاه لحرب اقتصادية بين مصر وإسرائيل، موضحا أن مصر تفتكر أن حركة الابقار تنقل الامراض، وكشف المقبول بأن قرار استثناء دخول الجمال السودانية جاء احتجاجا من تجار الابل المصريين ليوم أمس الأول بعد أن أصدر قرار بعدم إدخال الجمال السودانية لمصر، مبينا أن التجار باتوا يشكلون قوة ضخمة وحركة اقتصادية كبيرة حيث قطع التجار الطريق وشكلوا ضغطا ما حدا بوزير الزراعة المصري بأن يستجيب لهم ويستثني الجمال السودانية بالدخول لمصر، منوها أن اللحوم السودانية في مصر أحدثت استقرارا في الاسواق المصرية من حيث السعر والجودة، وشدد المقبول بأن لا يمر سيناريو الجذب والشد ما بين مصر والسودان مرور الكرام، وطالب الدولة والممسكين بملف الثروة الحيوانية بأن يحسموا الجدل لما فيه أضرار بسمعة السودان للاقتصاد السوداني، مجددا بأن الجهات التي تعبث بملف الثروة الحيوانية السودانية في مصر تعي تماما بأن مخرج السودان من خروج البترول هو الزراعة والثروة الحيوانية بخاصة الصادرات السودانية، مبينا ان احتياجات مصر من اللحوم السودانية تبلغ (800) ألف طن سنويا بما يعادل (3) مليار و(200) مليون دولار، مبينا أن ما سيدخله السودان من عملات حرة بفضل صادر اللحوم يوضح جليا بأن هنالك حربا حقيقية على الحوم السودانية لما لديه من جودة، وأكد على أن هنالك هجمة حقيقية تتطلب من الدولة أن تراعي دراسة الملف، وتعرف من هي الايادي الخفية، مشدداً على ضرورة أن يحسم السودان الأمر مع مصر باتفاقيات وبترتيبات محدودة وبشكل حازم حتى نغلق الابواب أمام المتربصين، مؤكدا على وجود أكثر من جهة تريد أن تخرب الاقتصاد السوداني ولها مصالح بأن تعبث بالملف، مجددا على أنه آن الأوان لأن تأخذ الدولة الأمر مأخذ الجد ووفق رؤية عالية.