حُقّ لنا أن نفخر بالنتائج المميزة التي حققتها الأندية السودانية الأربعة (الهلال, المريخ, الأمل عبطرة, الأهلي شندي) المشاركة في البطولات الأفريقية بعد أن قطعت شوطا كبيرا في التأهل إلى المرحلة المقبلة من البطولتين دوري الابطال والكونفدرالية، بل ان هذه النتائج تعتبر الافضل على المستوى العربي والشمال الافريقي.. وإن كان الهلال صاحب أفضل نتيجة بالفوز بثلاثية نظيفة خارج الارض قد ضمنت له فعليا التأهل للمرحلة القادمة, فالمنافس ليس بذاك الفريق القادر على صنع المعجزة أمام الهلال في مباراة الرد بأمدرمان لذا على الهلال أن يراقب منذ الآن منافسه القادم سواء فريق جمعية الشلفالجزائري أو فريق فيتا كلوب الكنغولي؛ والأخير هو الأقرب إلى مواجهة الهلال في دور الستة عشر بعد تعادله السلبي في الجزائر. رغم النتيجة الإيجابية التي عاد بها المريخ من العاصمة الزيمبابوية هراري أمام بلاتنيوم ستارز بهدفين لكل فريق وقطعه نصف المشوار في الوصول إلى الدور القادم من البطولة، لكن في ذات الوقت كشفت المباراة كل عيوب المريخ خاصة الدفاعية منها في شوط واحد بعد أن فشل الفريق في المحافظة على تقدمه بهدفين لهدف، وفشل كذلك في الاستفادة من النقص العددي للخصم. صحيح أن المريخ قادر على تجاوز الفريق الزيمبابوي الذي لا يشكل كبير خطر على الأحمر وهو لا يملك من الامكانيات ما يمكن أن نخشاه في مباراة الرد بأمدرمان، لكن هذه المباراة في تقديري ستفيد المدرب البرازيلي كثيرا في مشواره القادم كما حدث للفريق في بطولة الدوري الممتاز عندما خسر في أول المشوار أمام الأمل عطبرة وعلى أرضه ونتيجة التعادل أفريقيا وخارج الأرض هي الامثل في رأيي للفريق حتى لا يكون هناك أي تراخي في المباراة المقبلة. قدم المريخ شوطاً أول أكثر من ممتاز وكانت بصمات المدرب البرازيلي (الشاطر) واضحة تماما للعيان على أرضية الملعب فقد شاهدنا كيف يكون الضغط على حامل الكرة والارتداد السريع رغم السرعة الفائقة التي يتمتع بها لاعبو الخصم وقدرتهم الكبيرة على نقل الهجمة بسلاسة المساندة الهجومية عند امتلاك الكرة, لكن تغير الحال تماما في الشوط الثاني وكأن لاعبي المريخ نسوا كل توجيهات البرازيلي وتعليماته داخل غرف الملابس ليعود فريقا آخر كل لاعب يلعب الكرة كيفما اتفق وعلى حسب ما يمليه عليه تفكيره في غياب تام لوسط الميدان المدافع الامر الذي كشف الدفاع تماما بعد تحمله الكثير من العبء بقيادة باسكال رغم تعرضه لانتقادات عقب المباراة لا أرى لها أي مبرر وهو يلعب في دفاع ليس أمامه أي ساتر من لاعبي الوسط وهنا فقط علمنا لماذا ظل المدرب البرازيلي يلعب منذ أن تولى مسؤولية بالثلاثي اديكو, ساكواها وكليتشي المتأخر إلى خط الوسط بعد عرف علة الفريق في لاعبي الارتكاز في غياب الشغيل وأمير كمال. ليس غربياً أن يصل الهلال أو المريخ إلى الدور المقبل من البطولة ولا حتى الأمل حقق هو الاخر نتيجة جيدة وقد كانت له تجربة سابقة وتخطى فيها هذا الدور من قبل إلا أن الأحق بالاحتفاء هو الأهلي شندي هذا الفريق الذي لم يتجاوز عمره العامين فقط ببطولة دوري الأضواء فبعد ان كان الحصان الأسود في بطولة الدوري الممتاز ورسخ لأن تكون مباريات شندي هي الأصعب في طرق فريقي القمة في كل موسم هاهو الفريق يبدأ مشواره الافريقي بقوة بعدما حقق الفوز خارج الارض على فريق فيروفيارو الموزمبيقي بهدف فرانسيس وتحت قيادة المدرب التونسي محمد بن عثمان الكوكي والذي أثبت جدارته بقيادة الفريق وهو قادر على صنع إنجاز أفريقي كما صنع الإنجاز المحلي فالتحية لنمور شندي.