جنح رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي إلى الدفاع عن أبنائه وتاريخه السياسي أمام سيل الاتهامات التي طالته مؤخرا من عدة تيارات داخل حزبه. وبدا المهدي الذي تحدث أمام أعضاء الهيئة المركزية لحزب الأمة أمس متأثرا وقلقا من كثرة هجوم ابن عمه زعيم تيار الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل بسبب النهج السياسي الذي ما انفك يتبعه الصادق المهدي في إدارة الملف السياسي إزاء الحكومة قبل أن يصف تيار الإصلاح والتجديد باصطفاف الأشباح وزعيمه بعراب الزوابع دون أن يذكره بالاسم. وأضاف يتهمونني برغبة توريث أبنائي وأنا الذي رفضت مذكرة لآل بيت المهدي حين تقلدت دفة الأمور يدعونني فيها لتمكينهم من حكم الأنصار والسيطرة على كيانهم في مذكرة شهيرة يمكن أن أنشرها للرأي العام يوما ما, ونسوا أنهم وصلوا إلى ما وصلو إليه عبر التوريث - قاصدا الفاضل - وقال عنه إنه ظل يطلق أحاديث تتسب في كثير من التشويش بين داخل الحزب. وقال المهدي أتيت "للسياسة من غير قصد لوجود فراغ حينها و أفقرتني السياسة وأغنت الآخرين من أقراني من قادة الأحزاب الأخرى بينما أتى أبنائي عن طريق استعدادهم للعمل السياسي وجاءوا إليه في زمن المناقم وليس الغنائم، مبديا غضبه ممن يطالبونه بترك زمام قيادة الحزب إلى أجيال أخرى بقوله "قولوا للآخرين أن يحيوا سياسيا." وعلى صعيد العلاقة مع الحكومة قال المهدي إن النظام القائم لا يصلح والمطلوب نظام جديد مضيفا أن حزبه ذاهب إلى تعبئة متصاعدة يمكن أن تصل إلى اعتصامات مليونية إن سدت منافذ الحوار والانتقال السلمي للسلطة، قاطعا بعدم دخول الأمة في أية انتخابات في ظل الوضع الراهن أو ما يشابهه، وقال لا توجد دولة قيادتها ملاحقة من قبل المقضاء الدولي مثل السودان مما عطل فرص قيام الدولة بإبرام المعاهدات التي من شأنها الحصول على القروض وإعفاء الديون جراء الوضع القانوني للرئيس. في الأثناء انتقد القيادي بالحزب بشير عمر موقف الصادق المهدي من مذكرة شباب التغيير التي رفضها ووصف أصحابها بالعفاريت. وقال عمر يجب احترام إرادة التغيير لدى الناس وعدم التعامل بوسائل القمع مع شباب الحزب، كما انتقد بشير مسلك الحزب في التفاوض المستمر بلا نتائج مع للحكومة دون وضع سقوف زمنية.