في صينية (القندول) القديمة كان يقف (مجنون)... من ملابسه (القديمة - البالية) كان يبدو أنه من ضحايا نظام مايو. ذهبت شرقاً ...وجدت (مجنوناً) آخر في صينية كوبري كوبر ...كان يشد في شعره...قلت لا بد من أن هذا المجنون من ضحايا (الصالح العام). مثل هذا ...كثيرون يوجدون في الصواني وفي الفيس بوك. ذهبت ناحية صينية الزعيم إسماعيل الأزهري ...وجدت مجنوناً يدق يداً بيد ...حسبت هذا المجنون ....مجنون (وطني) وإلا ما تخير هذه الصينية العتيقة. هذا إذن ضحية (الانفصال). (2) كثير من ضحايا البنوك ....وتجارة الكسر والشيكات الطائرة يقبعون الآن خلف القضبان. إنهم حبيسون تحت لائحة تقول: (يبقوا لحين السداد). يبقوا إلى حين السداد هذا أمر كنت أحسبه فقط للأحياء. لكن عندما ذهبت إلى (مشارح) المستشفيات ...وجدت أن الكثير من الموتى تبقى (جثثهم) أيضا الى حين السداد. ربما هذه مقدمة لفرض ضريبة على الموتى. الموتى يحجزون في مشارح مستشفيات الخرطوم. يبقوا الى أن يسددوا فاتورة موتهم. هل أصبح الموت غالياً في هذه البلد إلى هذا الحد؟. أم أن على موتانا أن يدفعوا ثمن أخطاء الأطباء ...أو يبقوا في (ثلاجات) المشارح حتى السداد. من سوءات الصحة في ولاية الخرطوم ..أننا صرنا لا نطالب بتحسين المستشفيات أو المرافق الطبية. صرنا لا نطمح بأكثر من تحسين بيئة (المشارح). حسّنوا الثلاجات لأن الكثير من الموتى يبقى فيها (إلى حين السداد). في الماضي كنا نحسب أن (يبقى لحين السداد) للأحياء فقط ...لكن اتضح لنا فيما بعد أن (يبقى لحين السداد) للأموات أيضاً. قيل إن هيئة علماء السودان أخرجت فتوى بعدم جواز يبقى لحين السداد بالنسبة للأموات. هل يطمع الأحياء في نفس المزايا التي يتمتع بها الأموات؟. (3) أمس كان آخر أيام فترة توفيق أوضاع الإخوة مواطني دولة جنوب السودان حسب ما جاء من وزارة الداخلية. وصلنا إلى (فراق) ببيانات ...وقرارات. منذ الأمس أصبح الجنوبي مواطنا (أجنبياً)....له جنسية أخرى ..وجواز سفر آخر...وسلام وطني آخر. غير مسموح من بعد لأي جنوبي أن يمشي في شوارع أبوروف إلا بتصديق من وزارة الصحة. سحبوا منه (الطمأنينة) في الخرطوم... ثم ذهبوا لمفاوضته حول (النفط) في أديس أبابا. غير مسموح له التجوال في شوارع الحاج يوسف والكلاكلات والثورات ...والإنقاذ ومايو إلا برخصة. أصبح الجنوبي (أجنبياً) حتى في البيت الذي نشأ فيه في أطراف العاصمة (الفاترة). في مدرجات استاد الهلال ..وفي جوبا ..وملكال ..سوف يتابع الجنوبيون لأول مرة مباراة القمة التي سوف تجمع بين الهلال والمريخ في الأسبوع السابع للدوري الممتاز الخميس القادم بإحساس (الأجانب). أصبحوا أجانب حتى على الهلال والمريخ. سوف يتعاطون أغاني الخليل ..ووردي ونور الجيلاني تعاطي الأجانب. أصبحوا أجانب بيننا. أو أصبحوا غرباء بيننا. وأصبحنا غرباء. تباً للسياسة التي تستطيع أن تفرق بين الأخ وأخيه. وبين منقو وهاشم ...وميري وأحلام. (4) مبارك الفاضل من السياسيين (الأذكياء). السياسيون الذين يعرفون كيف يختارون (خصومهم). الأديب العالمي الطيب صالح قال عن الدكتور منصور خالد إنه يعرف كيف يختار أصدقاءه. مبارك لا يحسن اختيار (الأصدقاء). مبارك يحسن اختيار (الخصوم). لذا فإن التمرحل السياسي عند مبارك الفاضل يتمثل في عنايته في اختيار خصومه. الخصم عند مبارك الفاضل (حسب الحاجة). لذلك فإن مبارك يكبر بخصومه.