د. عادل عبد العزيز الفكي مع اقتراب موعد استئناف المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، فرنسا والمانيا) والمحدد لها يوم 13 أبريل الحالي، قدم قسم البحوث في الكونجرس الأمريكي تقريراً الى البرلمانيين بعنوان (إسرائيل: إمكانية الهجوم العسكري على المنشآت النووية الإيرانية). وجاء التقرير في 48 صفحة وبتوقيع اثنين من الخبراء في شؤون الشرق الأوسط وهما جيم زانوتي وكينيث كاتسمان وبجانبهما الخبير في شؤون الطيران العسكري، والمتخصص في شؤون الصواريخ، ستيفن هيلدريث. وصدر التقرير بتاريخ 27 مارس الماضي ويمكن الاطلاع على نصه الكامل على الرابط: www.fas.org/sgp/Mideast/r42443.pdf ويمكن النظر للتقرير على أنه تلخيص للجزء الأكبر من البحوث التي صدرت عن هذا الموضوع وهو يبدأ بتناول إجراءات اتخاذ القرار الإسرائيلي فيما يتعلق بتنفيذ الضربات الجوية ضد إيران وتداعيات ذلك في مختلف أنحاء العالم وخصوصاً في الولاياتالمتحدة. ويتناول التقرير بعد ذلك القدرات التي يفترض أن يستخدمها الجيش الإسرائيلي لتنفيذ الغارات الجوية على جمهورية إيران الإسلامية. ولتنفيذ غارات مدمرة على المنشآت النووية في أصفهان ونتانز واراك، سيكون على القوات الجوية الإسرائيلية تعبئة قدرات 90 طائرة قاذفة تكتيكية وفي مقدمتها طائراتها من طراز f-15I وعددها 25 طائرة. وستنفذ الغارات باستخدام أنواع مختلفة من القنابل المضادة للمخابئ المحصنة gbu-27 2000-Ib والقادرة على اختراق 6 أقدام من الخرصانة بالإضافة الى القنابل gbu-28 5000-Ib التي يمكنها اختراق 20 قدماً من الخرصانة للتعامل مع المنشآت في (نتانز). ولم يستبعد التقرير أن تكون في حيازة إسرائيل قنابل ذات قوة أكبر تسلمتها سراً من الولاياتالمتحدةالأمريكية. أما بالنسبة لموقع (فاردو) الذي تم تشييده في منطقة جبلية على عمق 295 قدما، فسيكون من الصعب الوصول اليه وتدميره. الوسيلة الوحيدة للتعامل مع هذا الموقع بفعالية ستكون تدمير مداخله ومخارجه الأمر الذي يفترض إصابة الأهداف بدقة متناهية. وبجانب القنابل المضادة للمخابئ المحصنة، يمتلك الجيش الإسرائيلي صواريخ بالستية متوسطة المدى Jericho II والقادرة على الوصول الى الأراضي الإيرانية. ويشكك معدو التقرير في فعالية مثل هذه الضربات على المدى البعيد. ويطرح التقرير التساؤل بشأن مراكز تصنيع أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم. ويذكر التقرير بتصريحات ميشيل هايدن المدير العام الأسبق لوكالة المخابرات المركزية CIA ووكالة الأمن الوطني NSA والتي أكد فيها أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل لا تعرفان كل مواقع المنشآت النووية الإيرانية الهامة. وينقل التقرير على لسان مسؤول في الإدارة الامريكية بتاريخ 27 فبراير 2012م أن إنتاج أجهزة الطرد المركزي في إيران موزع بين عدد من المنشآت وأن عدد معامل إنتاج هذه الأجهزة قد تضاعف عدة مرات منذ العام 2005م وهو تاريخ منع طهران لزيارات مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآتها النووية. ويقول التقرير إنه حتى في حال نجحت إسرائيل في تدمير كل المنشآت النووية، فإن إيران تمتلك القدرة على إعادة بناء كل وحدات الطرد المركزي في مهلة لا تتجاوز 6 أشهر. ويتناول التقرير في فصل آخر وسائل الرد الإيرانية على أي هجوم للجيش الإسرائيلي. على المستوى العسكري، سترد إيران على الغارات الإسرائيلية في مرحلة أولى بهجمات بالصواريخ البالستية متوسطة المدى والتي يصعب التحقق من مدى دقتها في إصابة أهدافها في المرحلة الحالية. ويعتقد بأن طهران تمتلك 50 منصة إطلاق (شهاب 3) وما بين 25 و100 صاروخ من هذا النوع. كما طورت إيران في السنوات الأخيرة الصواريخ (سجيل 1) و(سجيل 2). كما يمكن أن ترد الجمهورية الإسلامية عبر هجمات ينفذها حزب الله وحركة حماس على الأراضي الإسرائيلية. ويمتلك حزب الله حوالي 50 ألف قذيفة صاروخية وصاروخ حصل عليها من إيران ويمكنها الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية وبعمق ابعد من العام 2006م. أما الحركات الإسلامية في غزة فقد أضحت أقل تأثراً بإيران بسبب الأحداث في سوريا وتقاربها مع الدول العربية السنية وفي مقدمتها العربية السعودية. وتحسباً لأسوأ السيناريوهات في حال حدوث نزاع مع إيران، يستعد الجيش الإسرائيلي ليفتتح خلال عام من الآن أول معمل تابع للجيش بغرض تحديد هوية الجنود القتلى باستخدام الحمض النووي. ومن المعروف أن في إسرائيل حالياً معملان من هذا النوع أولهما ((معهد الطب الشرعي)) في ((أبو كبير)) بالقرب من تل أبيب، والثاني يتبع لقوات الشرطة. وحتى الآن كان الجيش الإسرائيلي مضطرا للاستعانة بهذين المعملين لتحديد هوية الجنود الذين يصعب التعرف عليهم بوجوههم أو بصماتهم أو بمعالجات الأسنان بعد مقتلهم الأمر الذي يتطلب مهلة إنتظار تمتد لعدة ساعات. ويستهدف إنشاء معمل خاص بالجيش الاستعداد لأوضاع طارئة تكون فيها أعباء العمل ثقيلة. وسيتم تحديد الحمض النووي لكل جندي بالاستناد الى عينات الدم التي يتم أخذها من الجندي عند تقدمه للخدمة في الجيش.