«1» قبل ثلاثة أشهر أو قد تزيد كنت ضيفة على منتدى دال الذي استضاف الثلاثي جبران وهما أخوة و (عازفين على آلة العود ) وتقدمت في تلك الأمسية مديرة أعمالهم بالشكر إلى علي مهدي رئيس المجلس الموسيقي المسرحي لأنه منحهم التصريح بإحياء حفلهم ذاك وكانوا أول فرقة عالمية تحصل على تصديق وهمست يومها لشقيقتي رانية في أذنها قائلة (وداعا لإلغاء الحفلات) لذا عندما امتلأت الشوارع بإعلانات حفل الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب كنت على يقين بأن حفلها سيقام وعندما تناقل الجميع خبر إلغاء الحفل قلت لبعض الزملاء إنها إشاعة فالمجلس الموسيقي لن يقبل بأن يتدخل أحد كائن ما كان ويلغي الحفل لأن قيامه أو إلغاءه يقع تحت دائرة اختصاصه فخاب ظني وألغي الحفل «2» ألغي الحفل وتحمل متعهد الحفل الخسارة المالية التي لحقت به ولاذ الأمين العام للمجلس الموسيقي بالصمت ولم يخرج علينا حتى الآن بتصريح ليقول لنا فيه إذا ما تم استشارته في أمر حفل شيرين أم أنه تفاجأ مثلنا بإلغائه وإذا كان هذا ما حدث إذن لماذا أقيم هذا المحلس الذي من بين اختصاصته إعطاء الإذن للغناء بالخرطوم وتنظيم المشاركات الخارجية سواء أكانت عبر إحدى المهرجانات أم الحفلات الخاصة، ولكن اتضح لنا بعد هذه الحادثة أن المجلس مجرد لافته ودفاتر من أجل قيد كل فنان يمتلك عددا من الأغنيات أما الارتقاء بالفن من خلال الانفتاح على العالم من حولنا فهذا آخر ما يفكرون فيه «3» كلما شعرنا بأن هناك كوة قد فتحت ليدخل لنا منها بعض الضياء أغلقت بسرعة وعادت العتمة من جديد وعلى ما يبدو أننا تفاءلنا كثيرا بالمجلس وسقنا الأمنيات بأمسيات غنائية يحيها فنانون من داخل وخارج السودان ولكن دائما الأحلام في هذا البلد هي كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء لأن هناك من يصر على أن تعرفنا الدول التي من حولنا بالحروبات والنزاعات لا بالثقافة والفنون التى نجدها دائما تتزيل أولويات المسؤلين بالدولة حتى وإن رأى البعض تخصيص وزارة للثقافة دليل على الاعتراف والاهتمام بشتى ضروب الفن.