منطقة الديم على غيرها من الأحياء الخرطومية نجد أن معظم المنازل مساحتها صغيرة؛ مما تدفعهم لاستقطاع جزء من الشارع كمساحات اضافية اشتهرت بين الاهالي ب(الدرابزين ) على حد تعبير عدد من قاطني المنطقة القدامى الذين أكدوا أنهم أول من قام بزراعة الشارع ، على حسب الاستطاعة، فمنهم من قام باستخدام أشجار الزينة، وهنالك من استخدم السيخ و(السيكسبندة) وآخرون استخدموا السلك الشائك، وهنالك من يستخدمون الحصير على اشكالات مختلفة مما أعطى لوحة جمالية لمنازلهم من الخارج (الأحداث) جلست للعديد منهم لمعرفة مدى الاستفادة منها.. ابتدر محمد خير أحد سكان منطقة الديوم الغربية حديثه قائلا إن هنالك عدة أسباب جعلت الأسر تتجه لاقتطاع جزء من الشارع بما يسمى (الدرابزين )؛ وذلك نتيجة لصغر المساحات السكنية في المنطقة. وأشار: في السابق كنا نقوم ببناء الرواكيب داخلها، إلا إن مع تطور العصر لزم علينا أن يكون الجزء المقام عليه الدرابزين مزينا بالأشجار لإعطاء الصورة الجمالية للمنزل من الخارج. أما مهند عوض فضل الذي قال: إن ظاهرة الدرابزينات خارج المنزل على الرغم من انها تعطي المنزل صورا جمالية إلا أنها عادة ما تقتطع من الشارع جزءا يسهم بصورة مباشر في ضيقه أمام حركة المرور، خاصة إذا كان المنزل في «زقاق». وأشار عوض إلى أن ماجعلهم يتخذون من الدرابزين منزلا لهم هو ضيق مساحة المسكن إلى جانب زيادة أعداد الأسر؛ لذا جعلنا جزءا من الشارع عبارة عن ديوان لنا نستقبل في الضيوف، مبينا أن منطقة الديم قد اشتهرت بذلك ونقوم بايجاره بأسعار زهيدة تتفاوت مابين ال50 و100 جنيه . وفي نفس السياق اتجهت إلى عدد من النسوة قادتني ضحكاتهن العالية إليهن وجدتهن مجموعة من الجارات يحتسين القهوة. وجلست بجوار الحاجة عواطف، هكذا عرفت نفسها، حيث أوضحت قائلة: أنا سكنت المنطقة منذ عشرين عاما وأقوم باتخاذ الدرابزين استراحة استقبل فيها جاراتي لشرب القهوة ومناقشة المواضع التي تتعلق بنا كأسرة. وأشارت عواطف: إنني استفيد من المساحة خاصة في فترة الصيف، بحيث لانساطيع البقاء داخل المنازل لارتفاع درجة الحراره فيها. صمتت الحاجة عواطف لتتحدث منار الطيب، حيث أوضحت أن أغلب الأسر السودانية لا تفضل البقاء داخل الغرف، خاصة كبار السن منهم. واعتبرت منار الدرابزين متنفسا طبيعيا للنساء للجلوس فيه مع بعضهم البعض. وأوضحت منار انها تتخذ من الدرابزين استراحة للعب أطفالها خاصة في فترة الاجازات على الرغم من كبر مساحة بيتها.