ويبقى الزمن الجميل زمن التفرُّد والتميُّز والأصالة. الحبوبة الفاضلة الجميلة «حجة أبوزلازل» تعيدنا في هذه السانحة لذاك الزمان وارتباطه برمضان فتذكر أنه اختلف الآن خاصة في العلاقات بين الجيران والتي أوضحت أنها كانت أمتن إذ كان الجيران قبل الفطور يتبادلون الطعام بكل أصنافه وهو برنامج ثابت. وقالت ولكن هذه الظاهرة اندثرت في المدن خاصة في هذا الخرطوم! ولكنها لا تزل في القرى والأرياف لأن الناس هنالك متداخلون ولا حرج في الزيارات وتناول الوجبات مع بعضهم البعض. وأشارت الحبوبة حجة إلى أن الناس كانوا يتناولون الإفطار في أماكن غير «الضرا» المعروف أمام البيوت في الشارع إذ كانت هنالك صوالين للفطور يجتمع فيها الرجال وتكون في حي واحد والكل يحضر معه إفطاره وهم يستقبلون الضيوف من السفر وولائم المناسبات والسمايات والبكاء «العزاء». وتذكر أن النساء كُنّ في السابق يجتمعن في منزل واحد كل يوم عند إحدى الجارات ويناولن الإفطار مع بعض وقالت كن لا يذهبن لأداء صلاة التراويح لأن المرأة كانت لا تخرج إلا للجيران وأهلها فقط. وأردفت كنا نصلي بالبيت، والآن الحمد لله المرأة أصبحت تخرج لصلاة التراويح والتهجد وأصبحت لها حرية أكبر وأوسع في حياتها. وأضافت في حديثها أن لباب النفاج أثر كبير في الترابط الاجتماعي خاصة بين الجيران، وفي رمضان تكون «الونسة» بعد الفطور هي الطابع السائد بين الناس والمسيطر عليهم خاصة وأنه لا توجد وسائل للترفيه إلا عن طريق الإذاعة والتي كان بثها يقتصر على مدن محدودة. وقالت إن جلسات رمضان تُعيد الذكريات مع تناول القهوة والشاي حتى يحين موعد السحور.