قطع وزير الخارجية علي كرتي بأن الخرطوم لن تجلس على طاولة حوار مع جوبا ما لم تضمن إيلاء القضايا الأمنية بين البلدين أولوية في المباحثات. نافياً تحديد موعد قاطع لبدء الجولة التفاوضية، وشدد على أن المهلة التي قررها مجلس الأمن لا تتسم بالمعقولية. وأردف: لو حضرنا ومندوب جوبا المداولات لن نوافق على المدة الزمنية التي أوردها القرار" وأبدى الوزير في برنامج مؤتمر إذاعي أمس امتعاضا من إحالة الاتحاد الأفريقي خارطة الطريق إلى مجلس الأمن الدولي. واتهم بعض القادة الأفارقة بجر الملف إلى المجلس الأممي. فيما سعى الأخير إلى تدجين بعض الزعماء في القارة لصالحه. واتهم كرتي مندوبة واشنطن في مجلس الأمن سوزان رايس باختطاف قرار الاتحاد الأفريقي وإحالته إلى المنظمة الأممية لإضعاف دور أفريقيا بعد أن لاحظ المجتمع الدولي النجاحات الكبيرة لمجلس السلم والأمن الأفريقي وتدخله المستمر والإيجابي لفض النزاعات في الدول الأفريقية. وقال إن الولاياتالمتحدة تسعى إلى تكرار تجربة القوات الأممية في العام 2006 وعمدت إلى تطبيق نفس السيناريوهات لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. وأشار إلى أن رايس انتظرت إصدار القرار "بلهفة" ورتبت لجلسة مباغتة خلال الساعة التي تلت المداولات حتى يتمكن مجلس الأمن من تبني الخارطة. وأبدى وزير الخارجية انزعاجا من الأصوات الداخلية المطالبة برفض خارطة الطريق الأممية، وقال إن البعض ظل يردد بعدم إنصافها للسودان دون دراية بإيجابياتها والمكاسب التي تحصلت عليها الخرطوم. وأضاف "في ناس بتقول بلو واشربوا مويتو لحدي ما يغرقونا بالبيبلو وبشربو ده". ونبّه الوزير إلى إيحابيات حواها القرار بوضعه أولوية للسلام، وقطع بأنه سيظهر الطرف المتلاعب، وقال إن السودان يشكو اعتداءات جوبا داخل حدوده حتى صباح أمس، واصفاً الجنوب بالغباء لإصراره على شن هجمات دون الالتفات لقرار وقف العدائيات. وشدد على أن الخرطوم لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة تلك الهجمات، وأن القوات المسلحة ستتعامل مع قوات الجنوب. ودعا كرتي الجنوب لابتعاث وفود مسؤولة للتفاوض أو أن عليها مواجهة العقوبات الإقليمية والدولية، منوهاً إلى افتقار جوبا القدرة والخبرة على التعامل مع مجلس الأمن. وأضاف "ليس لديها خبرة في التعامل مع القرارات حتى وإن كانت لصالحها". ورجح علي كرتي دخول جنوب السودان في متاهة جديدة برفضه الالتزام بنص القرار الدولي. وأكد أن العقوبات ستطال الجنوب نتيجة لتهربه المستمر. وقال: "إذا أصرت جوبا الاعتداء على الخرطوم ستجد نفسها راكعة عنوة". وانتقد الوزير بشدة غياب ممثلين لمجلس السلم الأفريقي من مداولات مجلس الأمن، وأكد أن القرار أُحيل بنسخته الأصلية إلى الأممالمتحدة. كما أبدى الوزير استياءه من تصنيف القرار "هجليج" كمنطقة متنازع عليها رغم علمه بتحديد الاتحاد الأفريقي للمناطق المتنازع عليها وليس من بينها البلدة النفطية. غير أن وزير الخارجية أبدى ارتياحاً لما تضمنه قرار المجلس الأممي سيما إدانته لجوبا وانتزاع تكوين لجنة محايدة لحصر خسائر الهجوم على هجليج. وأشار إلى اتفاق الخارجية مع وزارة النفط على تسهيل عمل اللجنة، وزاد "تلقينا ضمانات قوية رغم أنف أمريكا وصويحباتها بتكوين فريق أممي محايد لحصر الخسائر". مؤكداً أن الخارطة لم تطلب من السودان تنفيذ اتفاقات غير متضمنة في اتفاقية السلام الشامل. وأوضح أن أصدقاء الخرطوم في مجلس الأمن تعهدوا بحيادية اللجنة. وجدد كرتي التأكيد على رفض الخرطوم تدخل (الإيقاد) كمنظمة، مشيرا إلى تواجد يوغندا فيها سيدفع بإغلاق الباب أمام تعامل السودان معها.