(1) اصبح من اليسير جدا أن يصبح المرء منا فنانا فالامر لم يعد مضني كما كان قديما حيث يذهب الفنان لأكثر من مرة للجنة اجازة الاصوات بالاذاعة فلا تجيز صوته ويعود منهم أكثر أصرار على مواصلة طريقه الفني وحتى وان اصابه الاحباط يجد من ينتشله منه كما حدث مع الفنان الراحل أحمد الجابري الذي رفضته لجنة اجازة الاصوات بالاذاعة لأكثر من مرة للدرجة التي جعلته يتخذ قرار بأن لايذهب اليهم مرة اخرى لولا الشاعر والملحن عبدالرحمن الريح عليه الرحمة الذي شجعه بالذهاب اليهم للمرة الثالثة وقد كان وذات اللجنة اعلنت ميلاد فنان مميز فى أدائه الغنائي وفى الحانه سواء كان لحنها له ملحن أو صاغها بنفسه (2) اليوم لم يعد لتلك اللجنة وجود لأن الاذاعة لم تعد كما كانت قديما البوابة التي تخرج منها الاصوات الجادة ولم تعد ايضا مقياسا لنجاح الفنان فابالامس كانت هي التي تقدم الفنانين عبر برامج مخصصه لهذا الغرض، ولكن للاسف الشديد لم تعد أم درمان الاذاعة الآن أماً ولا الغناء هو الغناء وفى ظل الفوضى الضاربة بأطنابها فى الساحة الفنية كل من هب ودب أصبح فنانا حتى وان لم يكن يملك مقومات الغناء وأولها الصوت الجميل الذي يجعلنا نتعرف عليه متى ما استمعنا اليه فى أي مكان وزمان ولكن بما انه او انها يمتلكون آلة اورغن يقف وراءها عازف ماهر يتفنن فى عزف موسيقى راقصة تجعل من الحاضرين للحفل يتمايلون طربا ويرقصون القسم والقرد الخ (3) ما قادني الى هذا الحديث هو حفل أقيم فى الحي الذي اقطن به وقرب المكان المقام فيه فرض علي وأسرتي الاستماع اليه مجبورين فتخيلوا معي فنانة تسقط فى أداء أشهر أغنية هابطة وهي (حرامي القلوب) التى طفقت شهرتها الافاق مما جعل شاعرها يكتب جزءاً ثانياً لها بعنوان حرامي القلوب قبضوا وإذا فشلت تلكم المغنية فى أداء مثل هذه الاغنية كيف يتسنى لها مواصلة مشوراها الغنائى الهابط هذا وكانت كلما عجزت عن تريد أحد مقاطع الاغنية صم عازف الاورغ آذاننا بموسيقى صاخبة والاغرب من ذلك كله الصيحات التى كانت تتعالى فتساءلت هل استطاعت تلكم المغنية حقا ان تطربهم حد الصراخ وتأكد ليلتها لى ان هناك اذان تحتاج الى عملية نظافة