كشفت وزارة العمل توقيع اتفاقية لتوفيق اوضاع العاملين بالجمهورية الليبية وتنظيم استخدام العمالة، وأعلن وزير العمل فرح مصطفى عن تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة المشكلات التي تواجه العاملين والمتمثلة فى الاجراءات المتعلقة بالهجرة والسماح لهم بتحويل مدخراتهم. وكشف في مؤتمر صحفي عقب زيارته لليبيا عن تخفيض رسوم الاقامة من (620) دينار ليبي الى (110) دينار وإيجاد فرص عمل فى مختلف التخصصات، بجانب الشروع فى تنفيذ المذكرة الخاصة باستخدام عمالة سودانية ماهرة فى التعليم والصحة والأعمال الحرة بهدف المساهمة فى إعادة إعمار ليبيا. وقال ان وزارة العمل الليبية رهنت دفع حقوق كافة العاملين السودانيين الذين تضرروا من الثورة بوجود عقودات عمل تثبت عملهم، غير أنه استدرك قائلا (السودانيون العاملون بليبيا ليس لديهم حتى ثبوتيات ووثائق هجرة. وقال إنهم يعملون دون إجراءات رسمية مقننة) وأضاف فرح ان أهمية الزيارة والمكاسب التي ينبغي ان تتحقق، مؤكدا توجيه وزارتي العمل السودانية والليبية بتنظيم استخدام العمالة وتوفيق اوضاعهم، بجانب معالجة القضايا التي تمكن من الوصول لبعض النتائج، وقال هنالك عدد كبير من العاملين فى ليبيا ظلوا يعانون من مشكلات الهجرة وعدم إكمال الاجراءات، وقطع بوصولهم الى حلول ومعالجات بتكوين اللجنة لمدة ثلاثة أشهر لإكمال اجراءاتهم القانونية والسماح لهم بتحويل مدخراتهم، من جهته أقر وكيل وزارة التربية والتعليم عمر المقلي عن وجود عجز فى الكوادر التعليمية بالسودان، معلنا عن إعطاء ليبيا (15) منحة للدراسات العليا في السودان، مشيرا الى ضرورة تقاسم الخبرات التي قال انها شحيحة، إضافة الى فتح افرع للجامعات بليبيا. ودعا الى تعزيز التعاون المشترك بين السودان وليبيا في مجال تبادل الخبرات والدراسات الجامعية والدراسات العليا وتقوية أواصر الصلة في التعليم العام والعالي؛، الذي نظمته وزارة العمل حول زيارة وزير العمل ووفد رفيع المستوى للجماهيرية الليبية حول فرص العمل المتاحة للسودانيين في شتى المجالات وتوفيق أوضاع السودانيين بليبيا، أبان ان هذه الزيارة خلصت الى عدة نتائج في مجال التعليم من أهمها الاتفاق على فتح فروع للجامعات بليبيا وتبادل المعلومات فيما يتعلق بتقديم الشهادات السودانية وإعطاء الليبيين 15 منحة للدراسات العليا بالسودان والتعاون بين الجامعات الليبية والسودانية في مجال التدريب والخبرات. ومن جهة أخرى، قال الشيخ عثمان مصطفى ممثل اتحاد عام أصحاب العمل انه تم الاتفاق مع الجانب الليبي على تفعيل التكامل المشترك بين الجانبين والاتفاق على تكوين مجلس مشترك لرجال الأعمال السودانيين والليبيين، مشيرا الى انه انعقدت عدة لقاءات مع الغرف الصناعية الليبية للاستثمار في الزراعة وصناعة السكر بالسودان، مشيرا الى الاتفاق علي إنشاء مدرسة للتدريب لها مقرات في السودان وليبيا وان تكون لها شهادة معترف بها إقليميا ودوليا لتوليد فرص عمل للشباب والتواصل بين البلدين، مضيفا انه تم الاتفاق على تسهيل الحركة لرجال الأعمال بالجانبين وإنشاء منطقة حرة للتجارة بين الحدود، بجانب وضع أسس متينة للتعاون بين السودان وليبيا فى مجال العمالة. من جانبه قال د. أبوبكر الصديق ممثل اتحاد عام نقابات السودان ان الزيارة تعد ثمرة للإرادة السياسية لدى الجهات الحكومية والشعبين لتقدير العمالة السودانية في اشارة الى تمتع الاتحاد بعلاقة جيدة مع الحركة النقابية الليبية، معلناعن الاتفاق على قضايا من أهمها تمتع العمالة السودانية بما تتمتع به العمالة الليبية خاصة فيما يتعلق بالضمان الصحي والاجتماعي. وفي ذات السياق دعا د. كرم الله علي عبد الرحمن نائب الأمين العام لجهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج الى تأهيل العمالة السودانية وخروجها بطريقة نظامية وإلى التنسيق الجيد مع الجهات ذات الصلة لتوفيق أوضاع السودانيين بليبيا، وتعهد بتعويض العاملين بليبيا والمتضررين من الثورة، مشيرا الى أهمية تهيئة بيئة عمل أفضل للعاملين، ووصف نسبة كبيرة من العاملين بالجمهورية بغير المنظمين وعزا ذلك لعدم وجود ضوابط فى الحدود. وأجمع مشاركون فى المؤتمر أن الفترة القادمة ستشهد تغييرا في هياكل وقيادات الجاليات السودانية بليبيا، ودعوا الى ضبط حركة الهجرة إلى ليبيا بعقود العمل المجزية والحد من ظاهرة الهجرة غير المقننة وتدريب وتأهيل الراغبين في الهجرة من أجل تعظيم فوائد الهجرة للأطراف جميعها تنفيذا لاستراتيجية الدولة وخطط الجهاز المتعلقة بشؤون المغتربيين، وأكدوا الاهمية الإستراتيجية للسودان وخاصة بعد الثورة الليبية وتغيير نظام الحكم فيها وضرورة التنسيق والتعاون بين وزارة الخارجية والجهاز لتعظيم فوائد الهجرة ودعم ليبيا بالكوادر المؤهلة، وأشادوا بدور الجهاز في تنظيم إجلاء السودانيين من ليبيا إبان الحرب. وأكد فرح تشكيل آلية للتنسيق بين مؤسسات الدولة لإعداد رؤية منهجية وخطة لتنسيق جهود الدولة وتسريع خطوات الاستفادة من فرص العمل المتاحة بليبيا وتلبية رغبة القيادة الليبية في الكوادر السودانية في مجالات الصحة والتعليم وغيرها وتقنين تجارة الحدود وإعادة تكوين الجاليات والكيانات والروابط السودانية في ليبيا على أسس جديدة.