الماء عنصر أساسي - كما هو معروف - لبقاء الإنسان والحيوان والنبات (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون). الماء هو نعيم الدنيا فيجب على أصحاب الشأن بتوفير الماء لاستمراريتها واستقرارها لكافة المواطنين، وإشكاليات المياه تمثل هاجساً حقيقياً في حياة مواطنين هذه الولاية ولا زالت مشكلة المياه تتواصل دائما في الكثير من أحياء مدينة الأبيض وبعض قرى المحليات المختلفة. «الأحداث» من خلال تجوالها واستطلاعاتها للعديد من المواطنين، أكد المواطن صديق سعيد حبيب رئيس اللجنة الشعبية السابق بحي الصحوة شمال أن انقطاع المياه بحي الصحوة شمال لفترات تجاوزت الأسبوعين وهذا الأمر جعل الكل يعاني من انقطاع المياه باستمرار في هذا الحي، موضحاً أن سعر البرميل تجاوز ال 12 جنيها، أما سعر الجركانة الواحدة وصل الى 1 جنيه. وقال إن جميع المواطنين بهذا الحي اعتمدوا على شراء المياه من أصحاب عربات الكارو، مطالباً هيئة توفير المياه بحل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن. وقال المواطن إبراهيم رابح من حي الصحوة شمال أن أزمة قطوعات المياه ما زالت مستمرة في هذا الحي منذ فترات طويلة وأن عدم انسياب المياه الى المنازل تجاوز الثلاثة أسابيع وأحياناً شهر ونحن ملتزمون بسداد فاتورة المياه شهراً بشهر حيث قمنا بعدد من الشكاوى الى السلطات المختصة بالمياه ولم نجد أي حلول في هذا الأمر. وأضاف نحن أصبحنا الآن نعتمد على شراء المياه من أصحاب عربات الكارو ووصل سعر البرميل الى 12 جنيها، أما الجركانة فبواحد جنيه. وأبان أن لديه أسرة يعولها مكونة من عدد من الأفراد وهم يحتاجون لمياه كافية حتى تقضي لهم حاجاتهم في المنزل، رغم ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وقال إن منصرفات الأسرة أصبحت تتجاوز ال 50 جنيهاً ما بين منصرفات المياه والمنصرفات الأخرى، وأصبحت في حيرة من أمري. وعبر هذه الصحيفة نناشد السيد معتصم ميرغني زاكي الدين والي الولاية للتدخل العاجل لحل مشكلة المياه في صيف هذا العام. تحدث المواطن نواي إسماعيل من حي السلام وقال إن مشكلة المياه في صيف هذا العام أصبحت مشكلة حقيقية ونحن في حي السلام أصبحنا نعتمد على شراء الماء من أصحاب عربات الكارو الذين استغلوا ظرف المواطنين وحاجتهم للماء وأوصلوا سعر جركانة الماء الى اثنين جنيه ونحن كأصحاب منازل مضطرين أن نسقي أطفالنا الصغار. لقد استسلمنا لهذا السعر الخرافي هذا شيء لا يتصوره العقل أبداً ونحن في دولة تجد فيها كل شيء يشتري المواطن جركانة ماء ب 2 جنيه. هذا شيء من عجائب الدنيا وأناشد السيد الوالي بالتدخل العاجل لحل أزمة المياه المستمرة بأحياء مدينة الأبيض الطرفية وخاصة حي السلام. وقال المواطن عبد الله حسن يوسف من حي القلعة إن أزمة قطوعات المياه ما زالت مستمرة بهذا الحي لفترات طويلة وجميع أصحاب هذا الحي أصبحوا يعتمدون على شراء المياه من أصحاب التناكر وعربات الكارو ووصل سعر البرميل في الأسبوع الماضي الى 10 جنيهات وعند بعض أصحاب الكارو بلغ 12 جنيهاً، وبسبب القطوعات المستمرة استغل أصحاب الكارو الأمر وأصبحوا يبيعون المياه كل حسب إرادته. وقال أطالب الهيئة بتوفير المياه في هذا الحي باستمرار في هذا الصيف. وأوضح بأنه ملتزم بسداد الفاتورة شهرياً. والتقينا بالباشمهندس علي قسم الله مدير مياه المدن بشمال كردفان الذي أوضح أن الإمداد المائي بمدينة الأبيض خلال الفترة الماضية تأثر وحصل ضعف نسبي في الإمداد المائي وهذا ناتج من عدة أسباب وهي أنه يوجد خمس آبار بحقل السدر بحوض بارا الجوفي حيث خرجت عن الخدمة نتيجة لأسباب مختلفة معظمها حريق الموتورات الغاطسة وبالتالي أدى الى توقف هذه الآبار وهذا قلل من الإنتاجية. وأوضح أن طلمبات الدنكوج إنتاجيتها ضعيفة ولا تضخ كل المياه الواردة من محطة السدر. وأبان أن محطة الدنكوج محطة وسيطة تقع على بعد 32 كلم من مدينة الأبيض وعلى بعد 20 كلم من حقل الآبار الرئيسية وهي محطة لضخ المياه الى الابيض. ووصف بأن بعض الطلمبات ضعيفة في ضخ المياه ولا تكفي لسحب كل المياه الواردة من الآبار. وأضاف أن الطلمبات الأخرى إنتاجيتها غير كافية. لهذين السببين ضعُف الإمداد المائي بالمدينة. وقال تم توفير عدد من الطلمبات الغاطسة من الهيئة العامة للمياه وتم شراء طلمبة غاطسة إنتاجيتها كبيرة وأيضاً تم شراء طلمبة أخرى بإنتاجية 500 متر مكعب في الساعة لمحطة الدنكوج بتمويل من حكومة الولاية، موضحاً أن أسباب توقف تشغيل المياه هو تركيب الطلمبة الجديدة. وقال إن تركيب هذه الطلمبات الجديدة أدى الى استقرار كبير في الإمداد المائي بالمدينة وتم تغطية المدينة بالإمداد المائي شرقها وغربها بصورة جيدة، وبشَّر مدير المياه كافة المواطنين بمدينة الأبيض باستقرار الإمداد المائي في صيف هذا العام.