الجوع كافر، وزميل يدعونني لطبق واحد فول ومُصلح، في ذات المطعم الأنيق، والذي يعبق بروائح الشواء، والجرسون ينادي: هات واحد فول وصلحو ، وبعد الأكل ونحن ببوابة الخروج ، وعبر القدرة الأنيقة ، وفي المطعم الأنيق ، العابق بالروائح ينضج الطبق التالي، وينسرب العمود ، العروسة نقطتين فوق بعض ، بأبيها لمعجبة ، كشأن سائر الفتيات ، رغم أن حال الأب المائل ، لا يسر ، والقصة تقول: إن أحد زملاء العروسة ، وقع قلبه في غرام البنت ، ولامس الحب شغاف قلبه الغافل ، ويتخرج العريس وعروسته من الجامعة ، ويعلن لأسرته نيته في الزواج ممن أحب ، والأسرة تضع النقاط فوق حروف البنت ، وتترك شغاف قلب ابنها المسكين ، وتتحرى عن أسرتها ، وكاتب التقرير يعلن: أن البنت بخير وأسرتها كذلك ، ولكن والدها من جلساء الكيف ، أي أنه يتعاطى البنقو ، والخبر ينزل كنزول الصاعقة ، على قلب والدة العريس المعتل ، ويتسرب إلى البقية الباقية من الأسرة ، ووالدته تدخل في غيبوبة ، من أثر سماع الخبر ، فكيف بأثر البنقو ذات نفسو على النسيب ، وانعكاس الأثر السيء على المجتمع فرداً فرداً ، وحارة حارة ، وزنقة زنقة ، والبلاد في حاجة لعزمات الشباب الواعي لسد الثغر ، وذات الثغر الباسم في المستشفى تبتسم ، وتشير إلى رقم غرفة الأم ، وقد خرجت للتو من الإنعاش ، وهي التي ظلت تحلم بيوم السعد والحريرة والضريرة ، ولم تضع في الحسبان ، أن قرة عينها سوف يتأبط شراً ! وهو يسوق العروسة من يدها ، وفي ليلة زفافها للكوشة ، وأن والد العروسة طلع راجل (زبالة) ساكت ، وإحداهن تترك القصة والدراما ، وتسألني لو كنت أنت في مكان العريس ، ماذا أنت بفاعل؟ وأرد على السائلة: فأل الله ولا فألك يا شيخة ، ولكن لو وضعتني، في محل نائب الفاعل ، ومن باب الخيال ، فأي إنسان ومهما كان ، يتمنى العروسة التي تملأ العين ، والنسيب الذي يملأ العين ويفضل ، وأنا لا أتخيل الزواج من فتاة والدها مسطول ، وهذه دعوه للمبتلين (عافاهم الله) ، بالترك العاجل ، ولهم نقول: أن أتقوا الله في بناتكم ، حتى لا يتكرر معهن المشهد، وتفاجأ بناتهم برفض بعض الأسر الزواج منهن ، وضرورة تدبر الآباء فى لسان العرب ، والقراءة عن إعجاب الفتيات بأبائهن ، مهما كانوا زبالة ، وعدم تغنيط البنات ، وسهم الأماني يرتد ، ليصيب حب الفتاة في مقتل ، وأسرة خطيبها ترفض بشدة ، زواج ابنهم من أسرة والدها مُصاب ، وننبه أن تعاطي البنقو في زيادة مضطردة ، ونسمع العجب العُجاب ، وشباب ينسطل في رابعة النهار ، ونفتش عن السبب ، ونجد البعد عن الدين ، أولاً وأخيراً ، والفراغ العريض الذي يعيشه الناس ، والشيخ محمد سمل من أعلى منبر الجمعة اليوم وغداً وبعد غد ، ومن مسجد الشيخ قريب الله : ينبه لهذا الشر الوافد ، ويدعوا الله لتداركنا ، وينادي: هات واحد مسطول وصلحو ، لثقة الرجل في دور المسيد في إصلاح الناس ، ويدعو أولياء الأمور للتدارك ، وإحكام الرقابة على الأولاد ، وسؤال الأولاد عن شركائهم في الطريق ؟ لتجنب الحوادث ، ويدعو الجميع لربط حزام الأمان ، وإحكام (الكرابة) ، والكرابة عن سرها يسأل الناس ؟ والكرابة تجيب : بأنها خرقة في العادة من جلد أو قماش ، تدعو لابسها لشد المئزر ، وإعلان العزم ، وشن الحرب على إبليس ، وأقِم الصلاة ، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ... وبس خلاص ...