أحيَا الدبلوماسيّون والسّفراءُ السودانيون ذكرى الشّاعرالتجاني يوْسف بشير في مئويتهِ التي تُصادف عام 2012، وذلك في أمسيةٍ مُميّزةٍ في النادي الدّبلوماسيّ في الخرطوم يوم الأحد الموافق السابع والعشرين من مايو الجاري. شاركَ معهدُ عبد الله الطيب مُمثلاً بمُديره الدكتور الصّديق عُمر الصّديق، إذْ ألقى محاضرةً بالغة العمقِ، مُحلاة بجميلِ الكلامِ عن الشاعرِ الرّاحلِ في «وجودهِ المُغاير»، مثمناً بذله الشعري السابق لعصرهِ، منوّهاً بسموّ شعرهِ وتفرّده برغم ما لقي من جحودٍ ونكرانٍ واتهامٍ في فكره وشعره. ولقد أمّ الفعالية جمعٌ كبيرٌ من الدبلوماسيين والناشطين الثقافيين، بينهم شعراءٌ وأكاديميون ونقادٌ وصحفيون، نساءً ورجالاً من أهل الثقافة والإبداع ومن المُهتمّين، أثروا الأمسية بمداخلات ذات عمقٍ وأثرٍ ومبادرات، فكانوا حضوراً بهياً زاهيا، وكأنّ ساعات الليل الثلاث ثواني في الزمان الضنين. خلصتْ الأمسيةُ إلى ضرورةِ العكوفِ على إبداعِ الشاعر الرّاحل بهدف ضبط وتحقيق ديوانه، تحقيقاً رصيناً مُحكما، إلى جانب نثره الذي لم يُلتفت إليه كثير التفات، ثمّ من بعد يتعهّد السودانيون على إجلاس الشاعر مكانه المُستحق في ساحة الشعر العربي. وإنْ كان صنوهُ الشّاعرُ التونسيّ الرّاحل أبو القاسم الشابي، قد لقيَ من التكريمِ قبلَ وبعدَ رحيلهِ، فأعلى أهلوهُ في تونس مِن شأنِهِ فَصوَّروهُ في عُملتهم الوطنية، فليسَ أقلّ مِن أنْ يكونَ احتفاؤنا بالشّاعرِ التجاني بمثلِ احتفاءِ تونس بشاعرهِم، وأنّ الواجبَ أنْ نُعيد شاعرَنا التجاني إلى وجدانِ السّودانيين، وأن تخرُج آثارُهُ الشعرية والنثرية إلى الناسِ، فقد رحلَ بعدَ عُمْرٍ قصيرٍ كأنّهُ يستدني موعداً معَ خلودٍ ينتظرهُ بعدَ الرَّحيل. أدارَ الأُمسيةَ باقتدارِ شاعرٍ وبروحِ سفيرٍ حاضرِ البديهةِ الدكتور عمر عبد الماجد، وقد أثنى الحضور على الدبلوماسية على حسن صنيعها في الاحتفاء بالشاعر الراحل.