دفع مفاوضو الخرطوموجوبا بمقترحاتهما إلى الوساطة الإفريقية حول كيفية تطبيق خارطة الطريق التي أعدها مجلس السلم الأمن الأفريقي ولتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2046 . وتقرر تشكيل لجنة مصغرة من الطرفين تجتمع اليوم لدراسة المقترحين اللذين تقدم بهما الوفدان تمهيدا لتقديم رؤية مشتركة، وتضم لجنة الحكومة كلا من: السفير عمر دهب والفريق عماد عدوي إلى جانب اللواء صديق عامر. وعلمت "الأحداث" بتغيب رئيس وفد الحكومة المفاوض أدريس عبد القادر عن جلسة الأمس لأسباب صحية. فيما كشفت مصادر موثوقة ل"الأحداث" من مقر التفاوض أمس أن الوفد الحكومي قدم مقترحاته حول التطبيق الأمثل لوقف العدائيات المنصوص عليه في القرار الأممي بتأكيده حتمية فك الجنوب ارتباطه بالفرقتين التاسعة والعاشرة في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وطالب بتسليمه أسلحتهم وأسماء الجنود في الكتيبتين توطئة لإيجاد معالجات شاملة لأوضاعهم وإلحاقهم ببرنامج التسريح وإعادة الدمج أو إلحاقهم بالقوات النظامية حال رغبوا ، وأشار مفاوضو الخرطوم لإمكانية التفاوض مباشرة مع قادة تلك القوات تحت إشراف لجنة امبيكي. وتضمن المقترح الحكومي أيضا ضرورة وقف دولة الجنوب كل أشكال الدعم السياسي والعسكري للحركات الدارفورية المعارضة وإبعادهم عن أراضي الجنوب ، وطالب السودان بسحب قوات الحركة الشعبية خارج حدود 1956 وتشكيل لجنة للتحقق من الحدود ، فيما تضمنت رؤية الجنوب وقف الخرطوم غاراتها الجوية على المناطق الحدودية، وطالب مفاوضوه بتوقيع اتفاق وتعهد يتضمن تعليق القصف الجوي. وأشارت مقترحات جوبا إلى أن المناطق الحدودية المختلف حولها تتحول إلى مواقع منزوعة السلاح تحت إدارة مشتركة ، فضلا عن تشديد ورقة الوفد الجنوبي على حتمية تنفيذ كل الاتفاقيات السابقة الموقعة بما فيها التي أبرمها مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع في يونيو 2011، وتمسك الجنوب بتعهد كتابي من الخرطوم لوقف دعمها للمليشيات المتمردة على دولة الجنوب، وطالب الوفد الجنوبي أيضا بالانخراط الفوري في التفاوض حول ملف النفط، واقترح إشراف قوات "اليونسيفا" على وقف العدائيات بين الطرفين ، وبحسب المصادر فإن إحراز اللجنة المصغرة للطرفين تقدما في التوفيق بين المقترحات يمهد لحضور اللجنة السياسية الأمنية المشتركة برئاسة وزيري الدفاع والداخلية، فضلا عن مديري جهاز الأمن خلال موعد أقصاه 72 ساعة. وأعتبرها الساعات الحاسمة في تحديد اتجاهات التفاوض، ولفتت المصادر إلى أن الأجواء في أديس تشهد توترا في بعض الأوقات، ونوهت إلى أن الوفد الجنوبي حرص بشكل لافت في مقترحاته على الإيحاء للوسطاء بعدم التزام الخرطوم بقرار مجلس الأمن الدولي 2046 ما سيؤدي طبقا للمصادر إلى عرقلة الرغبة الأكيدة في الوصول إلى تسوية. وكان الوفدان عقدا أمس اجتماعا مشتركا بحضور الوساطة الإفريقية بقيادة الرئيس ثامبو أمبيكي ومشاركة المبعوثين الدوليين والمراقبين قدم فيها كل جانب رؤيته حول الخطوات التي يرى أنها مناسبة لتنفيذ خارطة الطريق.