خلص اجتماع مطول يوم الأربعاء، بين وفدي الخرطوموجوبا لمفاوضات أديس أبابا، برعاية الاتحاد الأفريقي، إلى تكوين لجنة مصغرة تضم ممثلي الدولتين، إضافة إلى فريق الوساطة الأفريقية لدراسة مقترحات الجانبين لتنفيذ خارطة طريق مجلس السلم الأفريقي. وعقد وفدا السودان وجنوب السودان اجتماعاً مشتركاً بأديس أبابا، بحضور الوساطة الأفريقية بقيادة الرئيس ثامبو أمبيكي ومشاركة كبيرة من المبعوثين الدوليين والمراقبين، قدم فيها كل جانب رؤيته حول الخطوات التي يرى أنها مناسبة لتنفيذ خارطة الطريق التي أعدها مجلس السلم والأمن الأفريقي ولتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2046. وقدم وفد الحكومة السودانية المفاوض رؤيته للقضايا الأمنية والمتعلقة بمراقبة الحدود ووضع القوات على الأرض، في وقت أبدى فيه وفد دولة جنوب السودان بعض الملاحظات على الرؤية السودانية التي اقتصرت على الملف الأمني للتفاوض بعد أن أكد قبوله بخارطة الطريق التي حددها قرار مجلس الأمن الدولي. رؤية مشتركة وستجتمع اللجنة المصغرة يوم غد لدراسة المقترحين اللذين تقدم بهما وفد حكومة السوان ووفد حكومة جنوب السودان، وذلك بغية تقديم رؤية مشتركة بشأن ذلك. وينص قرار مجلس الأمن 2046 لعام 2012 الذي تبناه المجلس في الثاني من مايو الجاري، على الوقف الفوري للعدائيات بين الدولتين وسحب قواتهما كل إلى داخل أراضيه، دون شروط مسبقة ووفقاً للاتفاقيات الموقعة في هذا المجال. والمفاوضات التي تجرى في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي، ترمي إلى تسوية الخلافات القائمة بين البلدين بعد أكثر من 10 أشهر على تقسيم السودان. وأبدت جوبا الأربعاء ترحيباً حذراً بإعلان الخرطوم سحب قواتها من منطقة أبيي المتنازع عليها، بعد عام من اقتحامها، ما أدى إلى فرار الآلاف من سكانها. وقال وزير إعلام جنوب السودان؛ برنابا ماريال بنجامين: "نرحب بالطبع بقرار الجمهورية السودانية، إنه دليل سلام". ويتوقع المسؤول أن يترجم الإعلان على الأرض لأن الخرطوم، على حد قوله: "تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر".