{ مساء الخميس المنصرم قدمت قناة الشروق الموقرة سهرة كان يمكن أن يطلقوا عليها مجاملات وإن كان العنوان الذي اختارته القناة (حبابكم عشرة) يحيلنا بشكل أو بآخر إلى معنى المجاملة. ضيوف البرنامج هم الفنانون العرب: الممثلة المصرية نشوى الرويني وعضو فرقة ميامي الرندي وآخر من قناة الأهلي لا أذكر اسمه الذي جاءت بهم دار ششر في الأيام الماضية. { لقد جامل مقدم البرنامج عبد الله محمد الحسن كثيراً في ضيافته لهؤلاء النجوم خاصة عضو فرقة ميامي الكويتية الذين سطوا على الغناء السوداني في أكثر من أغنية، وبدل الترحاب والأسئلة التقليدية حول ما شاهدوه خلال الأيام التي قضوها في الخرطوم وغيرها من تلك الأسئلة.. كان يمكن أن نثير قضية السطو هذه. { خاصة وأن الرندي ذكر خلال اللقاء أن ميامي قامت بتصوير أغنية الراحل سفير الأغنية السودانية سيد خليفة (المامبو سوداني) كفيديو كليب في جمهورية مصر العربية، ولم يخطر ببال عبد الله توجيه السؤال هل أخذتم الإذن من ورثة الفنان سيد خليفة، وتناولت من قبل بعض الصحف والمنتديات الإلكترونية أن الفرقة تقوم بالإشارة للأغنية على أنها تراث. { هذه المجاملات التي نمارسها في أجهزتنا الإعلامية لا تدل على طيبتنا وتسامحنا إنما تعكس مدى عدم احترامنا وتقديرنا واعتزازنا بثقافتنا والتمسك بحقوقنا التي تستباح على كل القنوات العربية ولا نتحرك لإيقاف ذلك، فكثير من أعمالنا الغنائية الجميلة لا يعرف المواطن في الوطن العربي أنها سودانية وإنما تعرف بمن يقدمونها من الفنانين العرب. { وهذا الحديث لا يعني عدم الترحيب بضيوفنا وأن نفتح لهم قلوبنا قبل أبوابنا لأن ذلك من سمات الشعب السوداني ولكن مع الترحاب يجب أن نبحث عن حقوقنا حتى ولو بالسؤال ومن يقل لماذا لا يفعل ذلك الفنانون أو ورثتهم، يجب أن يعلم أن الفن السوداني ملك للجميع وليس للفنان وحده. { ليس الإعلام وحده هو المقصِّر في توصيل ثقافتنا وأغنياتنا لكي يتعرف عليها الوطن العربي، ولكن حتى أهل الفن ملومين في ذلك، إذ إنهم يفلحون فقط في رفع القضايا ضد بعضهم البعض والجهر بها على صفحات الصحف، يجب عليهم أن يتحدوا لوقف الفنانين العرب من سرقة إبداعنا أمام أنظارنا..