جاء رجب ، وفيه العجب ،وفي ربيع الأول طوفت بسوح المولد النبوي بأم درمان ، وتذكرتُ عند دخولي لخيمة الطريقة السمانية(طابت) ، ساعة وفاء في العام الماضي ، والساعة أشارت في ذاك العام إلي آذان العصر ، والمرفوع من مجمع الشيخ عبدالجبار ، الرجل الفذ ، والفذ من كسب الرجل الشخصي ، الكسب الموصول بنسب الرجل (الطيبي) ، والناسُ معادن كمعادن الذهب والفضة ، والوفاءُ نادر، وقبل يوم من الآن طرق أذني صوت الزين الخاتم حجّاز ، ليذكرني بإحتفال رجب في السابع والعشرين من هذا الشهر ، وكان قد دعاني إلى شهود مظاهرة في (أكتوبر) من العام الماضي ، بمجمع الشيخ عبدالجبار ، مظاهرة ليست كالبقية تتطلب فض إشتباك ، ولكنها مظاهرة لربط الفروع بالأصول ، والماضي بالحاضر، أقامها المُجمع ، وهو يحتضن المجلس القومي للذكر والذاكرين ، والمجلس يحتفي بثلة من (الأفذاذ) ، ويدشن سلسلة مِداد المسيد والسماع العرفاني ، وهي سلسلة شارحة لنفسها ، ومن أسفار السلف ، جاءت مدعومة بمقتضي العصر ، من (أسطوانات الحاسوب) ، وقد جلستُ في الإحتفال لقرابة الساعة ، وكان لطابت القدح المعلى في النشر والتأليف والعرفان ، حيث أعيد طبع الأحكام الفقهية للأستاذ عبد الجبار ، وكتاب التعاويذ والرقي ، وأعيد طبع سِفر النظرات (المصطلح والأطوار) ، وكتاب الدرة الثمينة في أخبار مكة والمدينة للشيخ عبدالمحمود (الحفيان) ، ولفت نظري للمؤلف ، السفر العظيم (البيئة والسماع) ، والذي حققه صهره الشيخ عبدالجبار المبارك ، وكان قد أستمتع المستمعون بحلقات تمّ بثها (سابقاً) ، وعبر أثير راديو الخرطوم ، من حلقات (أدب السماع) تحقيق الشيخ عبدالجبار المبارك ، قدمه الزين الخاتم حجّاز ، وهذا يذكرنا بعم الأخير ، محمد حجّاز مدثر (رحمه الله) ، والذي جرت إعادة طباعة مؤلفه (شعر الإصلاح في الأدب السوداني ومدارسه) ، ومحمد أعادت ذكراه للناس في (ساعة وفاء) ، برنامجه في أدب العرفان والإنشاد النبوي (ساعة صفاء) ، وأعادت الذكرى للناس الصفاء والعرفان ، وهم في حاجة إليه ، وخرقت عوائد العادة ببث الخوف ، ومظاهرات الأيام الأخيرة ، في مصر وليبيا وتونس ، فكانت ساعة غسلت الهم ، وأحكمت الراحة والطمأنينة في النفس ، ولا يسعنا إلا أن نشكر مجلس الذكر في شخص الذاكر الزين ، حيث جلسنا لساعة مضافة إلى أخرى في وفاء مستحق لهؤلاء ، أعادتنا لطابت ، وطوفت بنا في سوح أم مرح ، وعدنا بسوح مولد أم درمان في ربيع من هذا العام في مظاهر ومظاهرات الحق ، ونتطلع اليوم لإحتفال الطريقة التجانية برجب ، في السابع والعشرين منه ، وبمسجد الشيخ مدثر إبراهيم الحجّالز بأم درمان ، لربط الماضي بالحاضر ، وتنسم نفحات رجب ، وإن لله في أيام دهركم نفحات ، ألا فتعرضوا لها ، حيث أعادنا إحتفال مجمع الشيخ عبدالجبارفي السابق ، إلى تذكر (أفذاذ) آخرين ، جرت إعادة طباعة مؤلفاتهم ، نكرر شكرنا للزين ، ولكل الزينين ، والذين ساهموا في إخراج العمل للناس ، من أجل رفد الأجيال القادمة بمعينات هم في حاجة إليها ، وصور التغريب تسد الآفاق عليهم ، من غريب الوارد من فضاء وسوح الميديا ، ونحن نودع المجمع قدمني أحدهم لأبن الشيخ السماني الشيخ عبدالمحمود ، والأخير أعاد الدكتور محمد الواثق إلى الحياة ، بكتابة سِفر (أم درمان هي الحياة) ، من بعد ما أذاع الواثق خبر (أم درمان تحتضر) ، والفرق بين إذاعة الأول ، وإعادة الثاني هو (العرفان) ، نسأل الله أن يجمعنا بهم في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر ، وختم القارئ لكتاب الله : والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحقِ وتواصوا بالصبر .. صدق الله العظيم ..