أرباح ضخمة تجنيها الدول الأوربية من الرياضة التي أصبحت صناعة تعتمد عليها بشكل كامل خاصة في الدول ذات الدوريات المتقدمة، كانجلترا وفرنسا وإسبانيا، التي تشهد أكبر الدوريات في العالم للاحترافية العالية التي اعتمدتها للتعامل مع الرياضية كصناعة جنت وراءها أرباحا ضخمة. من خلال فتح باب «الاحتراف» في كرة القدم على مصرعية لتأتي اعداد كبيرة من اللاعبيين من الدول الافريقية واللاتينية . السودان الذي يعد من أضعف الدول في هذا القطاع حاول خلال السنين الماضية خوض تلك التجربة للدخول في صناعة الرياضية، كما يحدث في عدد من الدول، ومنذ ما يزيد عن الخمسة أعوام، بدأت اقتصاديات كرة القدم السودانية في النمو بدخول رجال الأعمال في هذا الجانب، خاصة في فريقي القمة «الهلال والمريخ» اللذين يتربع على عرشيهما رجلان من أكبر رجال الأعمال في البلاد. وقد أسهما بصورة واضحة في زيادة النشاط الاقتصادي في هذا المجال الذي لم يلتفت إليه كل قادة العمل الرياضي من قبل، غير أن كثيرا من العقبات ظلت تلازم الأندية في قفزتها الجديدة، ولكن ديوان الضرائب لم يشاء إلا أن يمرر تلك النجاحات الاقتصادية دون فرض ضرائب على لاعبي كرة القدم «محترفين وهواة، بالإضافة للمدربين» بعد أن قام الديوان بفرض ضرائب وصلت إلى 20% على اللاعبيين الأجانب و15% على المحليين، بيد أن إدارات الأندية لم تلتزم بدفع تلك المبالغ التي وصفتها بالكبيرة لتتراكم المبالغ جراء تلك المماطلة؛ الأمر الذي دفع إدارة الديوان إلى توجيه انذارات مباشرة لتلكم الإدارت بضرورة دفع ماعليها لكنها لم تجد الاستجابة لتخطو خطوات أكثر حسما بالحجز على أرصدة الأندية من دخول المباريات بانتهاء في الدورة الأولى من الدوري الممتاز. هذه الخطوة عدتها مجالس إدارات الأندية تراجعا إلى الخلف بعد خطوات في الاتجاه الصحيح، بجانب أنها ستسهم في تشريد اللاعبين الأجانب من الدوري السوداني الذي يحاول النهوض من عثراته. وأكد المدير العام لنادي الهلال محمد عبد الباقي في تصريح ل(الأحداث) الواقعة. وقال إنها حدثت في آخر مباريات الدورة الأولى من الدوري الممتاز بقيام ديوان الضرائب بالحجز على دخل المباريات للأندية التي من بينها الهلال الذي طالبه ديوان الضرائب بدفع مبلغ (619) مليون جنيه سوداني. وانتقد عبد الباقي ديوان الضرائب لجهة عدم اعتماده في تحديد تلك المبالغ على العقود الموقعة بين الأندية واللاعبين والمدربين، مشيرا إلى أن الديوان اعتمد في ذلك على الأرقام التي أوردتها وسائل الاعلام عند تسجيل اللاعبيين والتي قال إنها غير تلك التي في العقود. وتابع عبد الباقي إنهم في الأندية طالبوا إدارة ديوان الضرائب باعتماد المبالغ المضمنة في العقود بين إدارات الأندية وبين اللاعبين والمدربين لتحديد ضريبة الدخل الشخصي، التي وصف تحديدها بالايجازي، والتي من ضمنها ضريبة الدخل الشخصي على المدربين، مشيرا أن ديوان الضرائب طالبهم بدفع (90) ألف جنيه ضريبة مستحقة على المدرب «غارزيتو»، والذي وقف عقده مطالب بدفع (10) آلاف جنيه. وكشف أنهم سيجلسون خلال الأسبوع المقبل مع اتحاد الكرة المحلي لبحث القضية والاستقتصاء من دخل آخر مباراة للنادي في الدوري الممتاز لمعرفة نصيبهم من الدخل وما تم خصمه من قبل ديوان الضرائب، مشيرا إلى أنه وفي حال فشلهم في التوصل لحلول سيلجأون في رابطة اندية الدوري الممتاز إلى اتخاذ إجراءات لمواجهة الضرائب من بينها الانسحاب من الدورة الثانية من الدوري الممتاز. وتابع «لو ما اعتمدوا على العقود خنخلي ليهم الكورة يلعبوها هم»، مطالبا ديوان الضرائب بضرورة عقد ورش لتبصير اللاعبيين والمدربين بتطبيق ضريبة الدخل الشخصي ومن ثم تطبيقها. أمين المال بنادي المريخ خالد شرف الدين أبلغ (الأحداث) أن ناديه من ضمن الأندية التي قام ديوان الضرائب بالحجز على دخل آخر مباراة لهم في الدوري الممتاز، خالد الذي لم يكشف حجم المبالغ التي طالبهم بها ديوان الضرائب، لكنه اتفق مع ما ذهب إليه المدير العام لنادي الهلال بأن اندية الممتاز سوف تجلس مع بعضها لمناقشة القضية لما لها من تأثيرات سالبة في النشاط الرياضي بالبلاد. غير أن المحلل الاقتصادي د.عادل عبد العزيز فيري، في حديث سابق له، قال إن ضريبة الدخل الشخصي تفرض بقانون وبنسب معينة على كل شخص يتقاضى أجرا من مهنة معينة ويتجاوز هذا الأجر الحد الأدنى للمعيشة المحدد بالقانون. ويذهب في حديثه إلى أن لاعبي كرة القدم المحترفين والمدربين يتقاضون مرتبات مقومة بالدولار، وتعتبر بالعملة المحلية مبالغ كبيرة تتجاوز الحد الأدنى الذي حدده القانون، وبالتالي من الواجب فرض ضريبة الدخل على هذه الفئات، فهي واجب على كل شخص وصل دخله أو أرباح أعماله للحد الذي يحدده القانون. ويرى عادل أن اتجاه ديوان الضرائب لفرض الضريبة على اللاعبين والمدربين والأجهزة الفنية المساعدة المحترفة هو اتجاه صحيح، أما الهواة من اللاعبين والمدربين، فهم لا يتقاضون رواتب، وإنما يتقاضون بدل ترحيل يساعدهم في الوصول للمواقع التي تمكنهم في ممارسة الرياضة ولا يدخلون تحت طائلة المهن، ولا يستحقون أن تفرض عليهم أي أنواع من الضرائب. وأضاف بل ينبغي تشجيع مثل هذه المواهب بهدف الوصول لمرحلة الذين يمكن من خلالها أن يمثلوا البلاد خارجيا ويأتوا لها بالسمعة الحسنة. عموما كثيرة التجارب التي مرت بها الرياضة في السودان خاصة، بدءا من الرياضة الجماهيرية التي قصمت ظهر الكرة السودانية، ولا تزال التجارب تقف حجر عثرة أمام نهضتها وها هي الضرائب تدخل الخط .