(لو مصدق الحدثك مصدق قول الناس أضربني بمسدسك أملاني أنا رصاص) من الأغنيات التي حظيت بانتشار غريب للفنان الشاب شكر الله عز الدين اعتبرها البعض من الأغنيات الهابطة، بينما يدافع عنها صاحبها وعدد من الفنانين الشباب الذين يقدمون مثل هذه الأغاني بأنها من الأغنيات الخفيفة, حول هذه المفردات التي تدور حول أدوات الحرب، استفسرت (الأحداث) رأي بعض من الشعراء في دخول مثل هذه الكلمات على الشعر الغنائي في السودان.. لم تكن أغنية شكر الله هي الوحيدة بل هنالك أغنية أخرى للفنان الشاب طه سليمان، وهي أغنية (قنبلة)، إضافة إلى أعمال أخرى قد لا تكون كثيرة، ولكن كان لها تأثير كبير في وسط الشباب، وعبر عدد من المختصين في الوسط الفني تخوفهم من أن تكون مثل الأعمال ثقافة عامة يوسمون بها. اللجوء للمفردات العامة وصف الشاعر محمد أحمد سوركتي من يستخدم مثل هذه المفردات في نصوصه الشعرية بالشخص ضعيف القاموس الشعري. وقال في حديثه مع (الأحداث) ظهر الأمس «يلجأ معظم الذين يكتبون مثل هذه النصوص إلى المفردات العامة حتى يلفت أنظار الناس إليه». وأضاف سوركتي أن مثل هذه الأعمال لا تمكث كثيرا في أذهان الناس و تلاشى سريعا مقارنة بالنصوص التي وصفها بالمعافاة والمتميزة، ومثل هذه الأغاني تستهدف شريحة محددة تنتشر وسطهم.. وحول هل لأخبار الحروب التي أضحت من المواضيع الأكثر تداولا بين الناس يمكن لها تأثير في مفردات الشعراء، أبان سوركتي أن الجو العام الذي يحيط بالشاعر له تأثير قوي في مفردته. وأضاف «لكن أين هي الحرب فالبلاد تعيش في أمن وأمان». تدمير الآخرين بدأت الشاعرة سعادة عبد الرحمن حديثها معنا، متناولة شكل العلاقات الإنسانية في العصر الحالي. ومؤكدة أن لكل زمان مفردته الخاصة والمميزة به، حيث قالت «التعامل مع المشاعر الإنسانية أصبح به قسوة شديدة في الحكم على الآخرين، وأصبحت المفردة تعكس الرغبة في تدمير الآخرين». وأضافت سعادة أن ثقافة الشعوب تقاس بمستوى مفرداتها في الأدب والشعر, وأوضحت أن المفردة تعبر عن الحالة العامة والشارع العام لأي مجتمع. مشكلة مجتمع ويرى الشاعر الشاب محمد حسين أن شيوع مثل هذه المفردات في الشعر الغنائي السوداني له تأثيرات عديدة، مفسرا ذلك بقوله إن مجموعة من الشباب تأثروا بشكل واضح بالشعر الغنائي العربي المنتشر في السنوات الأخيرة، والذي يعرض ويبث على عدد من القنوات التلفزيونية. وأضاف محمد أن العامل الأكاديمي له تأثير كبير حيث أن عدداً من الشباب يعانون من ضعف التحصيل الأكاديمي الذي أدى إلى ضعف واضح في مفرداتهم الشعرية. وقال «لا يمكن أن نرمي اللوم كله على الشباب لأنها مشكلة مجتمع بحاله». مضيفا أن للبيئة المحيطة بالشاعر أثر كبير في تشكيل مفردات، حيث أن الفرد العادي كلما يفتح التلفزيون يجد أخبار الحروب. وأضاف «نحن منذ عهد الاستقلال نعيش في حالة حرب».