1 لا حديث للغالبية هذه الأيام سوى برنامج (أغاني وأغاني). وتعودنا في مثل هذه الايام أن يدور جدل كثيف حوله خاصة بعد أن أصبح مادة دسمة لعدد من خطباء المساجد، ولكن جدل هذا العام من نوع آخر. فبعد أن رحل نجمه نادر خضر انقسم الناس بين اثنين، بعضهم يرى أن يتوقف حفاظا على مشاعر المشاهدين الذين ربما قاطعوا مشاهدته، فحسهم المرهف يجعل عصيا عليهم رؤية كرسي نادر شاغرا أو جالس عليه أحد الأصوات التي انضمت حديثا إلى البرنامج. والبعض الآخر رأى أن تخصص جميع حلقات هذا العام لنادر فلربما خفف ذلك من وطأة الحزن المخيم على قلوب محبيه من ساعة رحيلة وإلى يوم الناس هذا.. 2 حقيقة أشفق على أصدقائه الذين تعودا على وجوده بينهم، وخاصة جمال فرفور الذي ذهب في الأسبوع قبل الفائت إلى قبر نادر وبكى بحرقة وصوت عالٍ جاء على إثره بعض المارين بمقابر حمد النيل ولم يفحلوا في إخراجه مما اضطرهم إلى احضار الشرطة، وهذا يدل على الحزن العميق لفرفور لصديق جمعته به سنوات طوال. ومن الطبيعي أن تفضي إلى زكريات بغض النظر عما إذا كانت حلوة أو مرة، لذا أتساءل هل يا ترى يستطيع جمال المشاركة في هذا الموسم وبدواخله هذا الكم من الشجن، وكذلك عاصم البنا الذي بسبب بكائه تم قطع تصوير إحدى الحلقات لأكثر من مرة.. 3 نقر بأن الدنيا لن تتوقف يوما برحيل أحد مهما كانت درجة معزته، وكثيرون فارقونا مؤخرا، نعم حزنا لرحيلهم، ولكننا لأزلنا أحياء رغم الحزن والألم؛ لأن أجل رحيلنا لم يحن بعد؛ لذا نقول لمعجبي نادر خضر إن (أغاني وأغاني) لن يتوقف لأن أحد أهم نجومه قد أفل فسيأتي فنان غيره، ويحل محله، نعم لن يكون مثله في الحضور ولا الأداء؛ لأن هناك أشياء يتمتع بها أي مطرب دون الآخر. ومن الضروري أن نترك التكهنات، ويجب ألا نطلق حكمنا بالفشل علية قبل مشاهدته، ولربما أسهم في غسل أحزان الجميع، خاصة وأن الحلقات الأولى ستخصص لنادر ك(لمسة وفاء)..