وصب لنا وطنا في عيون الصبايا الثبيتي على قناة (دريم) شاهدت هشام الجخ.. هشام الجخ ظاهرة شعريَّة مصرية مدهشة.. هو الشاعر الوحيد حسب علمي في العالم العربي الذي يدخل الناس لحفلاته الشعرية كما يسميها بفلوس. سعيت أن أدخل إحدى حفلاته بساقية الصاوي وسط القاهرة، لكنني لم أستطع الحصول على تذكرة لنفاد كافة التذاكر ومن وقت باكر. يسعدني أن أقدِّم هذه القصيدة لهشام الجخ لتعلموا أن أم الدنيا تلد في كل شيء عجيب.: شعور سخيف إنك تحس بإن وطنك شي ضعيف صوتك ضعيف رايك ضعيف إنك تبيع قلبك وجسمك وإنك تبيع قلمك وإسمك ما يجيبوش حق الرغيف نصبوا عليا وشحتوني فلوسي ربطوني فيكي.. حتى ما اتغميت هما اللي فرحوا ووحدي أنا اتغميت أنا اللي صاحب البيت عايش بدون لازمة ولما مرة شكيت إدوني بالجزمة حقوق كلاب جاء في الأنباء خبر يحمل هذا العنوان (اللاجئون في سويسرا يطمحون إلى حقوق الكلاب فيها)، ومجمل الخبر أن حقوق الكلاب محفوظة في سويسرا أكثر من حقوق اللاجئين الأجانب. وأن سيدة سويسرية أرادت بعد وفاة زوجها تبني كلب من دار الكلاب للأيتام، فطلبوا منها ضمانات بنْكية وتخصيص يوم لعيد ميلاده!!. وتفيد الأنباء أيضا أنه قد تمّ افتتاح منتجع للكلاب في دبي (بت لاند). لا أعرف ما هي المشاعر التي تنتابنا كمواطنين ذوي كرامة في دول العالم الثالث عندما نسمع هذه الأبناء؟. كيف يمكن أن يحسد إنسان كلباً؟. تتمتع الكلاب بحقوق، وبمحبة خاصة من أسيادها، وسادتنا لا يحبوننا!!. الكلاب تتمتع بحقوق قانونية تحميها الدولة التي لا يمكن لرئيس من رؤسائها إلا أن يتخذ له كلباً، وهي حقوق لم نستمتع بها يوما في حياتنا، وقد يكون آخرون لم يسمعوا بها قط!!. تتمتع الكلاب برعاية صحية لا يعرفها أطفال العالم الثالث، ولو أنهم وجدوا مثلها لتناقصت أرقام الموتى بينهم، والتي هي بالآلاف!!. يُصرف على تغذية الكلاب والترفيه ما يقارب الملياري دولار، وهو رقم يكفي لإطعام كل أطفال إفريقيا!!. الكلاب تتمتع بحرية عالمية للتنقل و «لا في إيدها جواز سفر»!!. أطفال إفريقيا لا يتنقلون بحرية إلا من بطون أمهاتهم إلى قبورهم. أطفال الضفة الغربية مثلا ممنوعون من التنقل من حارة لحارة إذ بكل ناصية كمين إسرائيلي!! هم والكلاب ليسوا سواء!!. ولكن لماذا تصبح كلابهم أكثر احتراما وتقديرا منّا؟. ليس لدي إجابة، ولكن سأعطيك عدة خيارات وعليك أن تختار ما يناسبك دون أن أتحمل أنا مسئولية إجابة ما، فالدنيا هايصة: 1-لأن إنسانهم محترم أكثر منّا 2-لأنهم مترفون فأترفوا كلابهم 3-لأنهم أولاد كلب ما عندهم شغلة. سؤال آخر يحيرني وهو كيف يتسنى للغرب أن يمنح مطلق رعايته للكلاب ويصون حقوقها، في ذات الوقت الذي يهدر فيه دم ملايين من الناس ويعاملهم كجرذان يستحقون القتل.؟ السبب كما بدا لي أن كلابهم أعلى قيمة من إنساننا وهم يرتبون البشر بحسب اللون والقيمة المادية. نحن الآن يا سادتي، في العالم الثالث لا نحلم بأكثر مما هو متوافر للكلاب في الغرب!!. كرامة، حقوق قانونية مصونة، تغذية، رعاية صحية، وسيد في خدمتنا!! هل منكم من يحلم بأكثر من ذلك؟. لا أظن. مشكلتنا أن سادتنا لا يمنحوننا حقوقاً كحقوق الكلاب!!. منتهى طموحنا أن يعاملنا الغرب بمثل معاملته الأريحية مع كلابه، وأن يعاملنا سادتنا بمثل ما تُعامل به كلاب الغرب!! هل هذا كثير علينا أن نُعامل مثل الكلاب؟!. من أرشيف الكاتب .